القول المكتوب في تاريخ الجنوب ( قول على قول ) – بقلم أد .عبد الحميد الحسامي

ظل البروفيسور غيثان بن جريس يقول قولته في تاريخ الجنوب مؤرخًا لهذه المنطقة التي ألف فيها حتى الآن تسعة أجزاء ، وبإلحاح الباحث المهموم بالتقاط كل شاردة وواردة في تاريخ المنطقة يجمع، يرتحل، يضرب في مناكب الأرض، يشغل نفسه، ومن حوله بهذا الهم ليعبر عن حبه ووفائه للتاريخ وللجنوب، فلا يخلص من جزء إلا وتراه يتأبط جزءا جديدًا في تاريخ الجنوب، فإلى أين يا أبا المثني؟!

 لست أدري.. كل ما أدريه أنني مذ هبطت مدينة أبها قبل ثماني سنوات عام 1428هـ  قادمًا من مدينتي تعز، ومن جامعتي التي أعمل بها – جامعة إب – وحتى الآن 1437هـ وتعرفت على هذا الرجل – الأليف المألوف، الصريح الشجاع، المتفاني في خدمة الآخرين – وجدته يصدق فيه ما قيل في المتنبي : ملأ الدنيا وشغل الناس . فلله درك يا أبا المثنى !

هنا في المعرفة يكون السباق، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. لقد أهداني أ.د غيثان مؤلفه الجديد بزيه الأخضر- وويل لك حين يهديك ابن جريس كتابًا من كتبه، أو حين ينتزع منك وعدًا أو شبه وعدٍ بأن تقرأ ما أهداك. فتصفحت الكتاب فوجدته في سبعة أقسام كما يأتي :

القسم الأول :  صفحات من التاريخ الحضاري لبلاد السراة وتهامة قبل الإسلام وبعده. وقد تناول في هذا القسم الإدارة في تلك المناطق في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلافة الراشدة، والأموية، و أوائل العباسية.

 كما تناول صفحات من مظاهر الحياة الاقتصادية، كالزراعة، والحرف والصناعات، والتجارة. وبعض المظاهر الاجتماعية، كالمرأة، والزواج، والأسرة، وتربية الأطفال، والزينة. وذكر صورًا من مظاهر الحياة الثقافية والفنية، كالعلوم الدينية، والعلوم الأدبية والعلمية، وأتبع هذا القسم ببعض الآراء ووجهات النظر.

القسم الثاني : رنية، وتربة، والخرمة عند بعض الجغرافيين والرحالين المسلمين وغير المسلمين، المتقدمين والمتأخرين.  ذكر منهم خمسة وعشرين شخصية، بدأ القسم بالتعريفات بهؤلاء الجغرافيين والرحالين ومدوناتهم، ثم وقفة قراءة ومقارنة للرحالة ومدوناتهم .

القسم الثالث : موضوعات تاريخية وحضارية عن بلاد جازان وعسير خلال العصر الحديث. وقد تناول تحت ها القسم ثلاثة موضوعات :

الموضوع الأول : ممالح جازان عام ( 1360هـ / 1941م ) ( دراسة تاريخية وثقافية ) بقلم أ.د غيثان بن علي بن جريس.

الموضوع الثاني : الكتابات والعبارات الاصطلاحية في منطقة عسير . بقلم أ. محمد بن أحمد بن معبّر.

الموضوع الثالث : انتقادات، وتصويبات، وإضافات على صفحات منشورة من كتاب، القول المكتوب في تاريخ الجنوب. ( الجزء الرابع )، بقلم د. مجلي أحمد كريري.

القسم الرابع: منطقة عسير وما حولها ( مدونات، ووقفات، وانطباعات، ومشاهدات ). وفي هذا القسم ، أشار إلى ما كتبه أ.د صالح أبو عراد : صفحات من تاريخ محافظة تنومة بمنطقة عسير خلال العصر الحديث.

الأول  : صفحات من تاريخ محافظة  تنومة بمنطقة عسيرخلال العصر الحديث . بقلم أ.د. صالح بن علي أبو عراد الشهري .

الثاني : وقفات غيثان بن جريس في بلاد عسير وما حولها ( 1401 ـ 1436هـ / 1981 ـ 2015م ) ( انطباعات ومشاهدات ). ( الجزء الثاني ) بقلم.أ.د. غيثان بن علي بن جريس. وأتبع ذلك ببعض الآراء ووجهات النظر.

القسم الخامس : فهرست وثائق غير منشورة عن سروات منطقة عسير ( ما بين شعف شهران، تمنية والقرعاء( الفرعاء )، إلى بلاد خثعم وشمران خلال القرن ( 14هـ / 20م ) . والمحفوظة في مكتبة د. غيثان بن جريس العلمية ( الجزء الثالث ). واتبع ذلك أيضا برأي ووجهة نظر.

القسم السادس : الخاتمة : النتائج والتوصيات.

القسم السابع : ملاحق الكتاب العامة.

وما يمكن القول إن أ.د غيثان بن جريس يقوم بجهد مهم في تدوين تاريخ منطقة عسير، وتوثيق كثير من ملامح المجتمع العسيري وثقافته في مستوياتها المختلفة. حتى ما يتعلق بأدوات الشرب والأكل والألعاب الشعبية، والمناسبات واللباس والزينة، والعمارة ..

كل ذلك ستجده في مؤلفات الدكتور غيثان. فالدكتور غيثان يشتغل بنَفَسٍ موسوعي، ويحشد كل ما يتعلق بالمجتمع العسيري. نتمنى لك صديقي الباحث كل توفيق، وعذرا فهذه إطلالة سريعة على تاريخ عسير في هذا الجزء الذي يقدم بيانات مهمة للباحثين بعدك وفي تخصصاتهم المختلفة.