تقض المضاجع .. وترتعد الفرائص عند سماعها .. أو سماع نغمة رسالتها على الجوال .. فتفتحها متأملاً عدم وصولها .. ومتعشماً في إسقاطها سهواً أو عمداً .. فتزداد بؤرة العين اتساعاً .. وتحدق بملئ الجفون .. فإذا الرسالة وقعت لا مناص عنها .. يا للهول كيف وصلت وكيف حضرت .. وأصبحت لمسار البنك والتسديد وجبت .. فخسارة بالحساب نادها .. هبوطاً غير متوقع مع المخالفة جاها .. مفاجأة لم تكن في الحسبان … ولا طريق للجحود والنكران ..
ولم يُعد لها في خانة المصاريف خان …. مئات ذهبت بدم بارد لا طائل منه .. ولا تراجع عن الكتابة عنه .. وتبقى حسرة ألم السرعة على الطريق لماذا .. وما المحصلة لو رد عليك الجوال ونادى .. وماذا جنيت إن كانت هذه النهاية المحتومة .. بسبب هذه السرعة المشؤمة .. رسالة ( تم قيد مخالفة ) ..
الحذر الحذر .. ليست الخسارة هنا والحسرة .. فتسديد الدنيا أهون وألين من إذا الصحف نشرت .. والخسارة الكبرى حينما يكون الحساب عسير .. يوم يأتي المرء عليه من السيئات الشيء الكثير .. حينها الخوف فعلاً على رصيد الحسنات ينضب .. وحينها تطرح عليه الذنوب ثم يطرح في النار والعياذ بالله .. فامح مخالفاتك وسددها قبل بلوغك يوماً لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
قبل انتباهك لكمرات ساهر .. انتبه من ملائكة تحملها على كتفيك .. افسح المجال لمن في اليمين يكتب .. ودع من في الشمال يهدأ ولا تشغله بملء تلك الصحيفة .. فإن كان هذا الألم مع ساهر في الدنيا وهو مقدور عليه بمضض .. فكيف بيوم العرض .. أعمل واجتهد وراقب الله في السر والعلن منذ انطلاقة يومك بدءً بصلاتك ، مروراً بعملك ، وعودة لمنزلك وحياتك الأسرية ، وتعاملاً مع مجتمعك .. حتى انقضاء يومك .
وكما آمنا بوصول تم قيد مخالفة حين ارتكابها .. فنحن مؤمنون بنشر الكتب يوم الحساب .. فكن حذراً لرصيدك .. فهو أولى وأوجب .. ولتحقيق الهدف أصوب .. وليتنا كما هلعنا مع تركيب تلك الكميرات .. نهلع لما سنلاقيه حتماً ..
التعليقات