ضجت وسائل الاجتماعي الأسبوع المنصرم ما بين ناقد وحاقد وناقم تزامناً مع تصريحات وزير الاسكان بأن المعضلة هي (فكر) ، حتى قلت معها (ليته سكت) .. وفي واقع الأمر أنا مع وزير الإسكان قلباً وقالباً بأنها قضية (فكر) إذا قامت وزارة الإسكان بتأمين مليون شقة سكنية للمواطنين ورفضوا استلامها .. حينها نؤمن بأنها قضية (فكر) يجب تغييره …
وأنا مع الوزير قلباً وقالباً بأنها قضية (فكر) إن استطاعت الوزارة منح أرض وقرض بشكل عاجل للمواطنين دون انتظار سنين عجاف ، ويرفض المواطنين استلامها .. حينها نؤمن بأن القضية قضية (فكر) يجيب تغييره ..
وأنا مع الوزير قلباً وقالباً بأنها قضية (فكر) لو لم ترصد حكومتنا الرشيدة – أعزها الله – مبلغ (250) مليار ريال لمعالجة الإسكان بشكل عاجل .. ولكن في ظل عدم وجود أي منتج للوزارة على أرض الواقع ، وبضع سنين ومعاناة السكن تسير في حلقة مفرغة .. ونحكم ابتداءً على المواطن بأن المشكلة تنبع من (فكره) فأرى أن تقوم الوزارة بتغيير (فكرها) أولاً لتتمكن من تحديد المشكلة، وأعود وأقول (ليته سكت)..
تصريح وتهييج للمجتمع وهو محتقن من قضية السكن والمساكن ومسألة حساسة بالنسبة له، وشغله الشاغل لامتلاكه ، ثم يكون اكتشاف الوزارة لمعوقات ذلك بأنه (فكر) ، فأعود وأقول (ليته سكت) ..
مؤتمر صحفي – لا داعي لإقامته ابتداءً – يُدعى له نخبة الإعلام وثلة من الإعلاميين ، ليطرح ويشرح معضلات وإنجازات لا تقارن بحجم الميزانيات المرصودة والإمكانات المتاحة ، ولم يمض على تربعه على كرسي الوزارة بضعة أشهر ، فأعود وأقول (ليته سكت)..
وزراء يتولون دفة وزارات لديها تأخر في الإنجاز ، ومشاكل في الأداء ، وترهل في أداء القطاعات ، ولم يبادروا بعمل مؤتمر صحفي حفظاً لماء الوجه ويقيناً منهم بمستوى تطور جهاتهم على مستوى الأداء الحكومي ، فأعود وأقول (ليته سكت)..
وزارة الصحة يقودها رجل إداري ناجح من الطراز الأول ، قاد أكبر شركة نفط وطاقة على مستوى العالم فيما مضى بكل نجاح وحكمة واقتدار ، والآن هو أبعد ما يكون عن فلاشات الإعلام وأسئلة الإعلاميين ، ورحم الله إمرؤ عرف قدر نفسه .. فقد علم حال وزارته حين تولاها ووضعها المخجل في الأخطاء الطبية الفادحة ، والمواعيد المتباعدة بالأشهر ، ومعاناة الحصول على سرير شاغر ، وانحصار التوسع في إنشاء المستشفيات رغم ازدياد الرقعة السكانية في المدن الكبرى تحديداً ،، فآثر السكينة والهدوء لكي لا يكون لقمة سائغة لسهام الإعلام ورماحه الحاده .. فأعود وأقول (ليته سكت).
يا وزارة الإسكان .. الصمت حكمة .. فالسمكة لا تقع فريسة الصياد إلا إذا فتحت فمها لسنارته ..
التعليقات