.
حمامة وديعة وضعت بيضها بجدار منزلي .. راقبتها ردها من الزمن لعلها تتركهم لمصيرهم المحتوم ..
فوجدت فيها الصبر رغم المعانة الشديدة حبا لصغارها .. وخوفا عليهم .. تحت أشعة الشمس القاسية ولهيبها في عز الظهيره التي تكاد تودي بحياتها دون حراك او اكتراث ..
وما بين زخات مطر شديدة يهل وابله عليها بين فينة وأخرى .. إلا انها صامدة لم تغادر عشها تحميهم بجسدها النحيل حفاظا على حياة صغارها .. وسعيا منها لتراهم يافعين معتمدين على أنفسهم .. وتسعد برؤيتهم حينما يشتد عودهم محلقين في العلالي أسوة بأقرانهم ..
أتابعها كل يوم .. فرحمتها وأستقرأت موقفها .. فتذكرت أمي وأمهاتكم وما يقاسونه من مرارة لأجلنا .. وصبراً على تربيتنا رغم مدلهمات الزمان وكروبات الخطوب .. في سبيل رسم حياة سعيدة على جباهنا .. ليرونا يوماً ما وقد اشتدت سواعدنا فنقوم بهم ونعود إليهم براً ورحمة وعونا لهم على شيخوختهم ..
تظل اﻷم منبع الحنان اﻷول الذي لن نجده عند غيرها مهما كبرنا ..
وستظل المصنع اﻷول لتصدير العفو والتسامح واﻹبتسامة
وستظل في الصف اﻷول لرقة القلب وحنيته
ما أعظم أمهاتنا .. وما أكبر عطفهم .. وما أغلى نفائسهم ..
وقفة حب وتقدير واحترام وإكبار وتبجيل لكل أم عانت من أجل أبنائها .. وسهرت الليالي .. ودمعت عينها خوفا عليهم ..
اللهم ارزقنا برهم وأعنا على ذلك .. واستعملنا ﻹرضائهم … فرضى الله من رضى الوالدين
بروا امهاتكم وآبائكم وبالغوا في برهم .. ولمن كان حيا منهم اللهم أطل عمره وأصلح عمله .. ولمن سبق إليه اﻷجل فاغفر لهم وأكرم نزلهم واجعلهم في جنات عدن .. ( وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا )
والدعاء الدعاء لهم .. فهو أقل ما نقدمه بحقهم ( أو ولد صالح يدعو له ) وجزاهم الله عنا ألف خير ..
المحب لوالديه ولكم .. سلطان العمري
.
التعليقات