لا تزال الأفكار الظلامية تجوب الأرض, ولا يزال أتباعها في نضال مستمر يدافعون عن أفكارهم ويثبِّتون مبادئهم ويبرهنون على واقعيتها, بعض الأفكار يُراد لها أن تكون مشاريع, فإما أن تكون لبنات للبناء وإما أن تكون مُنطلقاً لهدم ما تبقى مِن قيم الإنسان بحسب الزمان والمكان و حسب الدين أو العِرق المُستهدف بتلك الأفكار إلى غير ذلك.
في معرض الكتاب بالرياض التقيت بِرجُلٍ أفنى عُمُره ينادي بالشيوعية, إنه – صالح المنصور- المُكنى بـ”أبو نضال” وفي حوارٍ قصير معه ردد على مسامعي أكذوبةً ركلها التاريخ والواقع إلى منفى الوجود, إنها مبادئ الشيوعية, الشيوعية التي رسمها كارل ماركس وفلاديمير لينين, انطلاقاً مِن عزفهم على حاجات العُمَّال والطبقة الكادحة من مُختلف المجتمعات, إنها دعوة حق أُريد بها باطل, ولذلك هُزِمة هذه الدعوة بسقوط الشيوعية مع رموزها ومنظِّريها عام 1989م فيما يُعرف بثورات أوروبا.
في حديثي مع شيوعي الرياض لفت انتباهي تمسكه بقناعاته, وأنه من ذوي الطبقة الكادحة وأنه عجز عن حصوله على ابسط مقومات العدالة الاجتماعية حتى في ملبسه الرث لذا اعتنق الفِكر الشيوعي اعتقاداً منه بأنه سوف يصل إلى بر الأمان عبر هذا الفكر الذي يحارب الجشع ويعترض على قسمة الخالق للأرزاق.
أكذوبة الشيوعية تعترض على قسمة الخالق, وأتباعها ناقمون على مَن أغناهم الله من فضله, وقد سألت شيوعي الرياض عما لو كان غنياً هل سينادي بالشيوعية؟ تجاوز السؤال ليردد قائلاً:” أريد العدالة الاجتماعية تحت أي مُسمى”. إنها مجرد فِكره تشرَّبها ورددها وتصوَّف مِن أجلها, إذ أنه حتى لو حصل على ما يريد لما كف عن ترويج الفِكر الشيوعي المنبوذ ومبادئه وشعاراته الهشة.
اتعجب حقاً من شيوعي الرياض وغيره ممن يعتنقون أفكاراً ظلاميه عندما يتجاهلون النظام الإسلامي الذي كفل العدالة وضمن الحقوق ورسم الاقتصاد للشعوب
الإسلام بمبادئه ونظامه لا يحتاج إلى إضافات شيوعية أو علمانية, إنه دين متكامل يعيش أتباعه تحت كنف الأمن والسلام والعدل والمواساة, فهلا عاد الشيوعي القصيمي إلى رشده!.
التعليقات