النماص اليوم – نورة ظافر الشهري :
من خلال التواصل مع الأستاذة القديرة عائشة أبو دولة مديرة مدرسة آل عطيفة بالقطاع الشمالي والتي تربطني بها علاقة أخوة صادقة في الله وصداقة رائعة تحدثتْ عن صخرة تم نحت الشهادتين عليها قبل ١٣٦ سنة والذي نحتها هو جدها الشاعر صالح بن مصلح – رحمه الله – ، حيث مضى وبقي الأثر ، وتذكرتُ قول الشاعر :
اكتب وإن طال المدى فلسوف يأتي قارئ ****** لاتخش أن تمحى الخطوط فللخطوط مرافئ
فطلبت منها تزويدي بشيء عن حياة هذا الرجل الطيب الذكر ، فاستجابت مشكورة مأجورة ، وبعثت نبذة عن جدها ( تعليمه – أشعاره – صور من القرية التي ولد وعاش بها – مسجده ) .
التعريف بالشاعر:
الشاعر صالح بن مصلح بن محمد بن يحيى من آل سليمان من تميم من بني عمرو بن حجر بن الأزد . وهو والد الشيخ محمد أبو دولة والذي اشتهرت باسمه أسرة آل بودولة المعروفة من آل عطيفة . والذي كان نائبـاً على قرى ( آل عطيفة وآل جاهل والخيشة ) و يدعون آل خلف من آل سليمان بني عمرو . ومن أحفاده الشيخ صالح بن محمد بن صالح أبو دولة – حفظه الله – الذي استلم النوابة من والده محمد أبو دولة بعد وفاته عام 1376هـ ، و لا زال و لله الحمد يتمتع بصحة جيدة و يقوم على شؤون قبيلته خير قيام . ومن أحفاد الأحفاد منهو في مناصب مرموقة في الدولة و نسأل الله لمن توفي من هذه الأسرة الرحمة و لمن بقي التوفيق و السداد .
تعليمه :
هو شاعر مجيـد وشيخ وعالم تعلم على يد والده الذي تعلم هو الآخر العلوم الشرعية في مدينة زبيد باليمن والتي كانت تسمى ( مدينة العلم والعلماء ) ثم ذهب الشاعر صالح بن مصلح لإكمال تعليمه على يد آل الحفظي في رجال ألمع في عسير فتعلم القراءة و الكتابة – في وقت يندر وجود من يقرأ ويكتب – وكان تركيزه على العلوم الشرعية ولهذا تجد أشعاره لا تكاد تخلو من ذكر الله إن لم تكن كلها .
ولادته :
ولد في قرية آل عطيفة بني عمرو ، وعاش في أواخر القرن الثالث عشر و أوائل القرن الرابع عشر ويلاحظ أن شعره يشابه شعر سحيم في بعض قصائده من حيث أحكام القوافي واختيار بعض الكلمات الغريبة إلا أنه يدخل في الموضوع رأسا يساعده في ذلك غزارة في الشعر ودقة في التصوير. توفي رحمه الله في مكة المكرمة حاجاً
أشعاره :
لمع نجم شاعرنا في عصر كثر فيه الشعراء وأصبح البـقاء للأفضل
البدع :
استغفـر الله عد ما لاحت أفكاري فتهـــنا وسبحان من كل لفضله ومعروفه مـرايي
والحمد لله ذا أمن الروح مما كان محذور ولا إله إلا الله أقولها من صدر صــــــــافي
والله أكبر عز شأنه قلب دول بدولي
الثانية :
قال ابن مصلح من يصلني من أصحابي فتهنا وي واحدٍ فانـه من أول دريت انه مرايـــــــــــي
واي بعضهم ودع سلام وي تعذر فمعـــــــذور وي بعضـــــــم لو وصل لم يحتسب يلقى مصافي
وي بعضهم لو نمرض أربع سنين ما بدوا لي
معاني الكلمات :
مرايي : أي مراجي من الرجاء لأنهم ينطقون الجيم ( ياء) وهذه من لغة قبائل الازد
مرايي : أي مرائـي من الرياء،
يلقى مصافي : أي لم يصدق أن يجد أي فرصة لإنهاء الزيارة بأ
ومناسبة القصيدة :
أنه قرصه ثعبان في تهامة ولكن الله انقذه من سم ذلك الثعبان وبقي مريض من اثر السم حوالي خمسة أشهر لم يغادر حلة ال عطيفـه ( القرى ) . وله كتابات منحوته على صخور هناك وسنورد بعضها
صـالح بـن مصلح يرد على سليمان بـن مسعد الشهري :
اختلف رجلان من بنـي عمرو احدهم من ال سليمان والآخر من آل جمعة ويدعى ( حبيب ) في سوق الربوع في السرو وتعالت الأصوات ولكن بني ثابت حالوا بينهما وقبضوا على الرجلين و طبـقوا عليهـم الحكم الذي وضعوه لمثل هذا الحادث ثم خرج مـن بني ثابت أكثر من مائة و خمسين رجلا حتى وصلوا إلى قبيلة ال سليمان بني عمرو للتفاهم حول ما حدث في سوق الربوع ومعهم شاعرهم سليمان بن مسـعد فاستقبلهم ال سليمان في الكنهبلة ومعهم شاعرهم صالح بن مصلح ..
فقال سليمان بن مـسعد رحمه الله :
يا سلام يا حمى واد تطول بـه الفروع
يا رفـيق الجنب ذا ما لي عنه م الناس خيـره
يا هل اروام اذا مدوا صروعه ذاح ذاك
الثانـية :
و الله ما نقبل خطايا م القبايل في الربوع
لو يكن من الخطأ في المذهب إن نقطع ايده
سوقنا يـدري بذا فيه البعيد وذا حذاك
وقد اعترضه الشاعر صالح بن مصلح العمري رحمه الله حيث قـال :
مرحبا يا الثابتي ذا مذهبه شف الشروع
سوقكم سوق لنا ما أرضى لكم فيه القصيرة
ثر بما تبـغى طويلا مالنا والدم فداك
الثانيـة :
ما جمعنا شورنا أو نضرب حبيب في الربوع
ضامني خصم الرفيق وشف عميان البصيرة
ذا لطم عينه بكفه راح منها أعمىً فداك
ويتضح من هذا مقدرة صالح بن مصلح كما يتضح حسـن جوابـه وسرعة بديهته رحمه الله و غفر ذنبـه .
معاني الكلمات :
اروام : نوع من السلاح ، مدو صروعه : سـددوا على العدو ، ذاح : مات ، ذا حذاك : أي المجاورين لك من القبائـل ، شف : أي زاد ، راح منها أعمى فداك : أي ضاع و خاب.
و هذه قصيده قالها في حلف ال سليمان مع بني ثابت من بني شهر :
الأولى :
يا لله إنا نطلبك يا ذا في الجنة رفعت إدريس
يا سلام عد ما خط القلم في اللوح والمدراسة
يا ال ثابت يا هل روم ذاب من نماد روسها
حلفنا من يوم نص الحيد في البيداء وله سنين
الثانية (1) :
حن سليمان الهول نمر تدانى له رقاب العيس
و إن هدر عود من البزل ترصد له و يلمد رأسه
و السباع الضارية ناوي على لماد روسها
يشهد الله لي إذا هبت القنا بيدك و له سنين
مناسبة القصيدة الثانية (1) :
يقال إنه عندما بدا بن محسن شيخ قبيلة الشق من الراية في سوق ثلاثاء بني عمرو وبعد التنسيق مع ( سعيد ابن عثمان شيخ بني عمرو ) بدا يدعو الجموع المتواجدة في السوق بكثرة إلى الاستعداد لحرب الأتراك حتى يأخذ العلم الأكيد من بني عمرو أثناء حديثه معهم في السوق ركز ابن محسن رمحه في التراب وقال لن ارفعه من هنا حتى ترفعوه بأيديكم . وهو يرمز بذلك إلى انه لن يعلن الحرب ضد الأتراك حتى يعلن ذلك المواطنين من بني عمرو لأنه سيعتمد على الله ثم عليهم فما كان من شاعرنا صالح ابن مصلح إلا أن قام بأخذ الرمح ودفعه في يد ابن محسن و قال ال سليمان معكم في الخير والشر وذكر ذلك في هذه القصيدة ( يـشهد الله لي إذا هبت القنا بيدك و له سنين ) أي مسنون وحاد.
– وهذه قصيده للشاعر صـالح بن مصلح في حفل لبني شهر ويستفاد منها حدود قبيلة بني شهر الجغرافية .
الأولى :
يا الله اليوم ولد صالح مبروك يأخذ الحق و يرد الخطأ لا يندف (2)
سلمه و أحفظه لي فاسمك السلام
الثانية :
يا بني شهر من سبلن إلى بركوك إلى ثربان زرب الطارفة إلى يندف
قسمي النصف منهم فاقره السلام
معاني الكلمات :
لا يندف (2) : أي يضرب ويندف مأخوذة من المنادفة وهي الخصيمة والمضاربة
سبلن : اسم الوادي الفاصل بيـن بني شهر وبـالقرن في تهامة ، يحد بني شهر من الشمال
بركوك : جبل مشهور في تهامة بين بني شهر و باللسمر يحد بني شهر من الجنوب
ثربـان : هو الجبل المعروف في تهامة ويحد بني شهر من الغرب
ينـدف : اسم جبـل بالقرب من بـيشة يحد قبيـلة بني شهر من الشرق
وقال رحمه الله في وادي الكنهبلة :
يا لله إنا نطلبك يا ربنا ما عنك منصرف
يا سلام يـال مـعزب يا شبه باب الحديد الصـارف
باًشة يحكم على الطابور ويقرر مصارفه
جاركم ربي من أهوال الوقوت ومن صروفها
الثانية :
حنـا سليمان الهول من يعقل السمحان إلى صرف
والعدو بعزة الله عن طرقنا جانب ومصارف
كم هزمنا في ملاقانا من أنياب مصارفه
مشخص بيـن الدراهم فيه زود عن صروفها
وهذه قصيده ألقاها رحمه الله في قرية ال طلحـة :
طلبة الله يا سلام الله على البـدَين فـرض عيـن
من حمى المشرق وكتفا بالغفـور ورنما المنسـابه
ما حموها الا بـساطي الحد وصفوف المعابري
ناوي المرزم إذا هلت مزونـه فجر الحيـضان
الثانية :
الله من وقت يشيـب من نشوا فيه امـس مرضعـين
نحمد الله نجمنا الدوار ذا يلعب على الحسابه
جيـت واصاحب اذا هو ما مشى الخاين مع بـري
و الوصايا كبـها الوارث لا اما علم بـن روضان
معاني الكلمات :
البدَين: ال الشيخ وعضيدات ، كتفا : هي كتفاء مكان معروف ساطي الحد : السيف ،
صفوف المعابر: الرصاص لأنه يعبـر المسافات ليصل الهدف . ناوي المرزم : يـقصد نؤ المرزم ، المزن :
علم بن روضان : كان بـن روضان في الأزمنة القديمة رجلا قويا شجاعا يمارس بعـض الحركات الرياضية إلا انه كان يخلط معها نوعا من الشعوذة وكان يتحدى الأبطال في الأسواق حيث يـ
( ما انا بحساب ولا احتسب غيـر اتوكل فانقض الحساب ) وضربه فقطع يده
يقال أن شاعراً من أهالي نجران اسمه عبد الكريم. كان يضرب في الأرض متحديا جميع الشعراء .فقيل له لن تستطيع مقارعة شعراء بني عمرو وبني شهر لأنه ذاع صيتهم في كل مكان في ذلك العصر. فمضى حتى نزل في سوق الربوع في قرية السرو وسأل عن الشعراء الموجودين في السوق. فبحث الناس فلم يجدوا الا الشاعر صالح بن مصلح فاخبروه بخبر الشاعر. فقابله وتعرفوا على بعض فبدأ الشاعر عبد الكريم قائلاً …
البدع :
شاعر عمرو الشام من يحضى بمرتينٍ وقفله
مسرع ايديهم لدراج العجل والقاف له .
نمر في نجران يزهم ذا في البصرة وقف له
و اسلمت من هيبته جمع العُصب والقافله.
فـرد الشاعر صالح ابن مصلح في الحال قائلاً :
واي عدد من زار مكه والقُرين ومن وقف له
واي عدد من شرب زمزم بالدلي والقافلة
حثحث الراعد وابى المشرك يقول الله كريم
والصواعق صاوبت قصره وبيبانه وقُفله
و العمل ع الخاتمه يعمل وما يلقى فله.
وكان جواب شاعرنا مفحم للشاعر عبد الكريم من جميع النواحي خاصة عندما ذكر الشرك لوجود نصارى قديما في نجران
فقال هل بقي شعار أفضل منك في المنطقة ؟ فقال نعم و أنا من أوسطهم.
فعاد عبد الكريم أدراجه معترفا بشاعرية صالح بن مصلح وقال لن امتدح نفسي بعد هذا اليوم .
لازال الموضوع
تحت التنقيح والمراجعة والتصحيح
ومن أشعاره في النماص :
_ طلبت ربي وثيق العُرى
اهلا بمن له في الجُمل عاده
شهرين من يكسب الفايده
_ ان كان قيست فيما ترى
ما عاد لك في بني التيم فاقه
فاقطع يدك بيدك الثانيه
اختلف العسبلي شيخ بني شهر مع بني التيم وهو شيخهم لعدم تنفيذهم بعض أوامره .فاصدر أمره
وعلى طرق اللعب القديم له قصائد وجدنا منها:
سهل لنا ليما المحبين ونعيمٍ وسراء
يوم إن مجلاسي مع أصحابنا سراء حياتي
من قاصرات الطرف عدم الوصوف إلا وسراء
يهون فيها المال لو مال بو سراح ياتي
بو سراح : هو تاجر عسيري يملك أربعمائة عبد يرعون حلاله ويقومون على املاكه.
عجز الشعار في شاعر يدعى عبا د القرني اثناء حفل في قرية الحصباء بني رافع فقال شيخ بني عمرو ابن عثمان من يجيء لي ب الشاعر صالح بن مصلح وله مكافأة
ريالين عربي فاحضروه فقال :
_مرحبا هيل يا عباد و أقدم وحق وصلكم
يا مقدم سليمان الهول يا هل شور لصلبوه
الثانية:
_لو تعلمت ذو القرنين فالسعر قل لي وصل كم
حن بني عمرو و العزة لربي وكل لأصل ابوه
سبه بأنه كان يباع ويشترى لأنه اسمر فصاح احد الحاضرين والله إلا تعشاك ابن مصلح قال عباد منه تعشى ولو امجـن خل أنا !
و هذه صورة أثرية لصخرة نحت عليها الشاعر صالح بن مصلح عام 1300 ه
مكتوب عليها : ( أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله ، صلى الله عليه و سلم ، بخط صالح ابن مصلح غفر الله له و لوالديه و قد أيقنت كتابته يوم 28 رجب سنة 1300 )
إعداد : حفيده/ سعيد صالح محمد صالح بن مصلح ابو دوله العمري .
الرياض –الحرس الملكي
هذه صور من قرية الشاعر صالح بن مصلح رحمه الله .
التعليقات
تعليق واحد على "الشاعر صالح العمري .. ينحت الشهادتين على صخرة عام ١٣٠٠هـ"
مثل تلك النقوش على الحجارة يجب المحافظه عليها وتسويرها والابقاء عليها في مكانها ويجب حفظ حقوق من قام بنقشها لاصحابها
والتعريف بالشيخ صالح بن مصلح اعلاميا في وقتنا الحاضر عمل رائع يستحق الاشادة ومن مفهوم ماكتبة رحمه الله على الصخرة انه كان على علم ومعرفة بالعلوم الدينية علاوة على مادون من اشعاره كاشاعر رائع يطغى عليها نبرة التدين والحكمة قل ماتجتمع في شاعر في الوقت الحاضر او ماسبق ويجب تدوين قصائدة وحفظها فشعره كنز من كنوز الشعر
رحمه الله رحمة واسعه