كما جرت العادة عندما تتجلّى الدبلوماسية السعودية فهي في أحلك الظروف تبعث الثقة لمواطنيها وللعالم أجمع ، وحُقّٓ لنا كسعوديين أن نفاخر ونتباهى بين شعوب الأرض بأن لنا قيادةً وهبها الله الحكمة وفصل الخطاب .
وما نشهده من توافدٍ محمومٍ ومتسارعٍ لزعماء كُثُر الى عاصمة العرب ( الرياض ) الاّ خير برهان على المكانة التي تتبوؤها المملكة .
فيومُ الاثنين القادم الثاني من مارس يصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى المملكة في زيارةٍ هي الأولى رسمياً بعد أسابيع قليلةٍ من تولّي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز المسؤولية لقيادة المملكة ، وقد كان الرئيس أردوغان هو أسبق القيادات التي حضرت جنازة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز يرحمه الله مما يشيرُ أن تركيا تهدف الى تعزيز العلاقات مع الدولة التي لها دورٌ محوريٌ هامٌ في المنطقة فضلاً عما لها من ثقلٍ إقتصاديٍ وسياسيٍ على مستوى العالم .
والمتتبع يعلم أنه منذ أكثر من أسبوعين قد أُعلِن عن زيارة الرئيس التركي أردوغان ، لكن المفاجأة أنه قبلٓ هذه الزيارة بيومٍ واحدٍ سيصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة المملكة أيضاً . فهل سيكون هناك لقاءٌ يجتمع فيه الرئيسان التركي والمصري في حضرة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – ؟؟؟
والمراقب المتابع أيضاً يستشرف بأن هذا السيناريو لا تكتملُ فصولُه دون ربط ذلك بما تم قبل أيامٍ عندما تقاطر الى المملكة زعماءٌ خليجيون ، فقد وصل في منتصف فبراير أمير الكويت وفي اليوم التالي قدِم الشيخ محمد بن زايد ومعه وفدٌ رفيع المستوى في زيارةٍ مفاجئةٍ للمملكة وكان على رأس مستقبليه في المطار خادم الحرمين الشريفين شخصياً كاسراً البروتوكولات المعتادة ، ثم في تاريخ 17 من فبراير أي بعد يومٍ قدِم الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر في زيارةٍ أيضا مفاجئة وقد تابعنا الأجواء الحميمية الواضحة التي تخللت زيارة أمير قطر من خلال استضافته في منتجعات خاصةٍ وأماكن تاريخيةٍ في العاصمة .
وفي الأسبوع التالي لتلك الزيارات المفاجئة والمكثفة للزعماء الخليجيين ، جاءت زيارة الملك عبد الله بن الحسين ، ملك الأردن …!!
إذن فهذا الترتيب الدقيق لهذه الزيارات يحدد مسارًاً هاماًً لإهتمام المملكة وريادتها في المنطقة التي تمر بظروفٍ بالغة الحساسية ، وهذامما يجعلنا نتنبأ وبتفاؤلٍ كبيرٍ بأن تغييراً للأفضل قد يحدث في المنطقة يجري الإعداد له في معقل العروبة الرياض وعلى ثرى أرض بلاد الحرمين الشريفين بإذن الله وتدبيره سبحانه .
دمت ياوطني شامخاً ، ودام عز قادتك ، وولاة أمرنا الراشدين .
التعليقات