ديننا الإسلامي أمرنا بالاجتماع والائتلاف ووحدة الصف ، ونهانا عن الفرقة والاختلاف .. وحرصاً على اجتماع المسلمين في صلاتهم كانت المساجد هي المكان لهذا الاجتماع ، وشرعنا المطهر رغّب في الجماعة لأن في اجتماع المسلمين في مكان واحد دعوة للمودة ، والائتلاف ، والتعارف والتشاور والتعاون فيما يخصهم ، وأيضا الحرص على أداء الصلاة في وقتها دون تأخير …
وما نلاحظه كثرة المساجد .. وليس في كثرتها إلا الخير والحمد لله .. قال تعالى : {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} لكن أن يكون في الحي الواحد الصغير أو القرية الواحدة الصغيرة أكثر من مسجد والمسافة بينها متقاربة .. فإن عدد المصلين في كل مسجد سيكون قليلا وهم من المحيطين بنفس المسجد وربما كانوا من الأقارب أو الجماعة الواحدة ..
فهل حقق المسجد الهدف الاسمى منه غير اقامة شعائر الدين وهو اجتماع أفراد الحي أو القرية الواحدة للتعاون والقضاء على أي خلاف قد يقع بين أحدهم أو الاتفاق على مافيه الخير لهم جميعا ، إذن بتفرقهم لن يعرفوا أخبار بعضهم ..!!
وهذا ما لاحظته لدينا هنا ..في القرية الواحد ثلاثة أو أربعة مساجد وليس هناك صعوبة لوصول الناس إليها .. ولو كان هناك صعوبة بحكم أنها منطقة جبلية لكان لهم العذر ولكن للأسف المسافة قصير ، وأحيانا يكون هناك مسجدين متقابلين لا يفصل بينهما إلا الشارع العام ، والبعص يكون منزله مرتفعا فيبني مسجدا خاص له ولأبنائه في فنائه ، مع أنه لا يصعب عليه النزول للمسجد في قريته ، والسيارة الحمد لله قربت المسافة ..
فإذا كانوا يتسابقون على فعل الخير وبناء المساجد أو التبرع بأرض لبناء مسجد .. فأنا أرى أن يكون المال في ترميم المسجد الأساسي في القرية و ليجعل الأرض التي يتبرع بها لبناء مسجد جديد أن يبادل بها أصحاب الأرض المجاورة للمسجد الأساسي لتكون في توسيع هذا المسجد ليتسع لجميع أفراد القرية ..
سؤالي الآن :
– هل يجوز بناء مساجد متعددة في مكان واحد لا يفصل بينها إلا مسافة قليلة ؟؟
– وهل الأوقاف تسمح بذلك ؟؟
:: أسأل الله ألا يفرق جمعنا .
التعليقات
2 تعليقات على "لكل جماعة مسجد خاص ..!! – للكاتب أ. منى عبدالله القشيري"
كلام صحيح ولكن أين الأوقاف ومراقبي المساجد من هذه الفوضى في بناء المساجد كل ماتنازعوا على أرض حولوها مسجد!!وفيه مساجد داخل البيوت وداخل الأحواش!!!الهدف ليس الحرص على الصلاة بقدرالحرص على التفرقة بين الناس نتمنى من لدية أموال أن يرمم المساجد القائمة ويتعهدها وأن يتصدق على الفقراء والجمعيات الخيرية ويترع بالإرض لشخص فقير لايملك أرض وغيرها من سبل الخير.
وغير غياب الأوقاف عما يحدث … أصبح أبناء القرى والأحياء ( سكتم بكتم ) وهم المتعلمون الذين يعرفون ما يترتب على افتراق الناس ما آثار سلبية ، ومن المؤسف أن البعض يعرف أخبار قريته من أناس من خارجها ..!!
سكوتهم عن هذا الأمر يدل على خلافات فيما بينهم ، وإذا كان الأمر غير ذلك.. فلماذا نجد هذه المساجد ، أم أن الخمول والكسل قد سيطر عليهم فلا يستطيعون المشي للمسجد لبعده عن منازلهم ..
استثقل الذهاب إلى المسجد لبعده ( ولو أنه ليس ببعيد ) ..ولو كان لحاحة غير الصلاة لجاءها يسعى !!