الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

هوية التراث بين السياحة و التخطيط – للكاتبة أ. مها الشهري

هوية التراث بين السياحة و التخطيط – للكاتبة أ. مها الشهري

 

 

 

 نطلق الرؤية للحفاظ على التاريخ وحماية التراث، عملت الدولة على اعتماد قرارات عدة لصالح التراث العمراني، وقد انتهت بتنفيذ عدد من المشاريع في هذا المجال، ويأتي في هذا الصدد ما كشفت عنه الهيئة العامة للسياحة أخيرا في تطويرها وترميمها أربعين منزلا في المنطقة التاريخية بجدة، وتحويلها إلى فنادق أثرية ومتاحف ومتاجر لبيع المنتجات الحرفية.


لو نظرنا إلى الأماكن التاريخية سنجد أن في كل مكان منها رواية، لكنها تعدّ مناطق معزولة عن الحياة، ومن هنا اعتنت السياحة بتوجيه العمل العمراني، لكنها لم تكشف عن الخطط التي ستنعكس بقيمة على الوعي الاجتماعي من أجل الدمج بين مفهوم التراث والحاضر، وبالموازنة بين مفهوم الاتجاهين ..

 

ليكون ذلك انطلاقا من الرؤية للتاريخ في التعبير عن الحضارة وإحلالها على الواقع، وقد التمسنا وجود توجه إيجابي لتبني المواهب وإضفاء مظهر الحرف اليدوية على الأماكن التاريخية التي تم تطويرها بمثابة الارتباط الفني والاقتصادي لهوية التراث، لكن هذه المظاهر تشكل جانبا فقط من الهوية التاريخية، ولا تعطي إضفاء للمستقبل، فالمطلب هنا يأتي في تنمية الموهبة والابتكار لتطوير الحرف والمنتجات.


إذا لاحظنا كيف يعامل التراث في المجتمعات المتحضرة والراقية سنجد أن فن العمارة أبرز ما يميزها، إضافة إلى أنه يمكن إعادة ترميم المناطق التاريخية والاستفادة منها في إنشاء المدارس أو معاهد التعليم، وهذا يعني أن هيئة السياحة ليست المعنية الوحيدة بهذا الأمر، فمن الضروري أن يسهم التخطيط في اعتماده على الخبراء والمتخصصين في هذا المجال، بإحياء فن العمارة ونقل الإحساس الفردي وفلسفته في مضمون التطوير بما يضمن إيجاد التعبير الحقيقي عن الحضارة الإنسانية، وهذا الدور الذي يأتي كمساند لدور هيئة السياحة.

 

لا شك أن الحضارة الغربية كانت وما تزال رائدة في مجال العمارة والاهتمام بالتراث وحمايته من العبث، ولذلك أنشأت الكثير من المنظمات لحفظ التراث وتحفيز العمل العمراني ودعمه وتطويره، غير أن بلادنا ما زالت شاهدة على الأثريات التي شيدها الأجداد، فالواجب أن نرفع قيمة الوعي الاجتماعي تجاه ذلك، من خلال الحفاظ على التراث وتحويله إلى منشآت حضارية تشهدها الأجيال وتعتز بها كهوية

 

 

 مقالك2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *