الذين يمرون الامكنة البعيدة ، او يعرجون على الغريب من الديار ، لاشك انهم يستبقون منها حلما ، ويقتطعون منها تذكارا ، ويتمسكون منها ببعض صور .
فما هو الحال حينما تكون الامكنة تسكننا ونسكنها ! وماهو الحال حينما تكون تلك الديار مرابع اجدادنا وابائنا ومراتع صبانا !
هنا الا تتحتاج تلك الامكنة وتلك الديار من اهلها وبنيها الاهتمام والعناية والتطوير والتنمية ، والعمل على ان تكون بارزة متفوقة حاضرة بين اقرانها ، بل منافسة على الاولوية والتقدم !!
(( النماص )) اسعد الله مرابعك بالغيم والضباب والمطر
كم فتنت الروح بأعذب الجمالات
وكم تغنىت الاطيار المستقرة والمهاجرة بسحرك
وكم حملت نسماتك طيوف الود والوداد للعابرين بارضك
كم سجد الغمام باعلي جبالك
وكم لثم الغيث غالي ترابك
وكم عطر الضباب جميل انفاسك …
النماص الجميلة … فجأة شحبت الوانك ، وتبدلت لمحاتك الساحرة ، وظهرت عليك اثار سنين عجاف غير لطاف ، واختفت مفاتن العروس ، وتوقف فيك النبض والتمدد والتطور ، وتجعد وجه الجمال فيك ! على ان المدن (( الفاتنات )) مثلك لاتشيخ ، بل تزداد جمالا وروعة وسحرا كلما مر عليها الزمن !
وان سالتك مالسبب ؟
فاني اعرف بعض الجواب ! ومامن عجب !
لعل الجواب ياليلى يطول
انت النماص
كنت الاولى في الجمال
والصيت والسياحة
ومهوى افئدة السواح
وموئل التقاء اهلك بالغرباء
يأتون اليك فلا يكونون ابدا غرباء
استهواهم فيك
اهلك والسماء
وارضك وطيب الماء
وضبابك الآسر وعليل الهواء …
لكنك (( شختِ )) بفعل فاعل
او اكثر من فاعل ؟؟ !!
الى متى وهذا الفاعل يدعوك الى الافول والرقاد !
لينعم بزهورك والعسل !
وليينال منك في غفلة من الناس
او قسرا عليهم .. مايشبعه
ويجعلك تشيخين (( أنت )) من دون المدن الجميلة ..
دعونا نحمل النماص حلما بنفسجيا ..
وان لاتكون هما والم …
التعليقات