في الجنوب فقط .. ( رحلة الشتاء والصيف ) للكاتبة أ. منى عبدالله القشيري

من الأمور الجميلة التي يتميز بها أهل الجنوب أن لهم رحلتان ، رحلة في الصيف ورحلة في الشتاء.. ففي فصل الصيف نجدهم يقبعون في منازلهم في المناطق الجبلية ( الحجاز ) لأن الجو يكون جميلا ومعتدلا وتسقط الأمطار الموسمية كذلك تهب رياح يطلقون عليها اسم ( النجدية ) تكون باردة وقوية، ويكثر في هذا الفصل الرحلات البرية والاستمتاع بجمال الطبيعة، ومن الغريب هنا أن بعض المنازل تخلو من وسائل التكييف .. لأن الحرارة تكون منخفضة ..

وإذا حل فصل الشتاء شدوا رحلهم إلى السهول ( تهامة ) وهجروا الجبال التي يكون البرد فيها شديدا نوعا ما .. وعلى الرغم من أن البرودة ليست بتلك الشدة التي نجدها في مناطق شمال المملكة والتي تكون درجة الحراة تحت الصفر .. إلا أنه لابد من هذه الرحلة ..!!

إذن في هذا الفصل تكون رحلتهم الثانية ، إلى تهامة التي تكون قد نعمت بشمس دافئة ، تجعلهم يتحررون من شتاء الجبال وبرودتها وينعمون بالأجواء الجميلة الدافئة ، وأحيانا ينطلقون في رحلة ساحلية إلى سواحل البحر الأحمر ، ومن العجيب أن بعضهم قد اتخذ له منزلين .. في الحجاز منزل وفي تهامة منزل، والبعض الآخر يبحث له عن سكن في فترة نزوله فقط ..

وهناك من يستقر في تهامة في هذا الفصل إذا لم يكن لديه عمل إلى أن ينقضي الشتاء …
وفي هذه الأجواء الدافئة ترتفع الأسعار .. أسعار الشقق والمأكولات …

وهذه ضريبة البحث عن الدفء …
فلله دركم يا أهل الجنوب وهذه الرحلة الشاقة التي لا أدري هل الهدف منها البحث عن الدفء ؟؟
أما أنها عادة جنوبية ألفوها فلا يستطيعون التخلي عنها .