التفكك الأسري ودور المجتمع في التصدي له – للدكتور بندر بن عيد العمري

مما لاشك فيه أن للاسرة دور كبير وفعال في التنشئة الاجتماعية داخل المجتمع الواحد فهي البذرة الاولى التي تسهم في تشكيل وبناء أفراد المجتمع بايجابيته وسلبياته فكلما كانت الاسرة قوية مطمئنة ومترابطة توفر المناخ الاسري الملائم في جو من التعاطف والمحبة والالفة كل ماتكون لدينا أبناء وبنات ذوي شخصيات واثقة ومنتجة تحمل أهداف سامية وأفكار نيرة قادرة على النهوض والرقي بذاتها وبمجتمعها والعكس صحيح ..

مالم تكن الاسرة على قلب واحد وكان بنيانها هش أنتجت جيلا مهزوزا وغير قادر على صناعة الفرق، ولعل من أكثر الاسباب المسببة لكسر تلاحم المجتمع وتفريق أركانه هو التفكك الاسري باختلاف أشكاله وتعدد أنماطه وصوره فبعد الوالدين أحيانا عن أسرهم وأنشغالهم بامور دنياهم والبحث عن لقمة العيش أو الخروج المستمر مع الاصحاب بكثرة وبقاء الابناء والبنات تحت وطاة الاجهزة المسموعة والمرئية وأستقبال الاسهم المسمومة والهدامة من أصحاب السوء ..

وحدوث فراغ عاطفي بين الأباء وأبناهم وعدم الجلوس سويا وسماع كل طرف للاخر أضافة إلى ماقد يحدث في كثير من البيوت للاسف مما يسمى بالطلاق العاطفي وبالتالي الانفصال الفعلي أوحتى الشكلي والذي يؤثر سلبا على كل من يعيش تحت سقف تلك الاسرة ؛ أضافة إلى ماقد يعتري تلك الاسر من نشوء خلافات مختلفة بين الاخوة بعضهم لبعض كالمشاكل على الارث أو بسبب أمور دنيوية تافهة مختلفة  ..

كل ذلك يولد بيئة ملائمة للانحراف الفكري والسلوكي لابناء تلك الاسر وبالتالي الحصول على مواطن غير صالح وغير مفيد لاسرته ولا حتى لمجتمعه ، وفي حقيقة الامر أن للمجتمع دور كبير في التصدي لتلك الظاهرة من خلال تفعيل دور الاسر في المجتمعات وتفعيل دور المدارس والمساجد والمراكز الاجتماعية والاسرية من حيث عمل العديد من الندوات والمحاضرات وكتابة الكثير من المقالات ..

وعمل البرامج المسموعة والمرئية من خلال القنوات الهادفة التي تبين للاسر خطورة التفكك الاسري وماقد ينجم عنه وعمل مراكز أسرية متخصصة في تثقيف وطرح الروئ المناسبة للاسر والاخذ بايديهم إلى تجنب حدوث تلك الفاقة وبالتالي بقاء الاسرة المسلمة قوية الاركان تسهم بفاعلية في تطوير ذاتها ومجتمعها.