هل الاختبارات التحصيلية خبرة اسهمت في بناء شخصية المتعلمين أم لا زالت شباك الفلسفات التقليدية تسيطر على المربين في جميع مستويات الميدان التربوي … رغم التطوير الكبير لمناهج التعليم والنفقات الباهظة ومراعاة إعداد المحتوى بما يتوافق مع طرق التدريس الحديثة و احتياجات الطلاب وميولهم وقدراتهم وتنوع العمليات التقويمية … إلا أن الأخطاء التي وردت في تطبيق الاختبارات التحصيلية سواءً على مستوى المدارس أو الإدارات أو الطلاب مؤشر كبير على ضعف في العملية التعليمية وأن المناهج رغم التطوير الشامل لم تنعكس كمعرفة على سلوك الطالب بل هو تطوير ظاهري فقط باطنه مواد دراسية منفصلة لا ترابط بينها أو اندماج يصب المعلم تلك المعلومات للمناهج الدراسية بطريقة إلقائية في أذهان الطلاب لهدف الاختبار وليس لهدف الانتماء والخدمة لبيئة ومجتمع وثقافة ينتمى إليها هذا الطالب، مما يدل على أن المدرسة لا زالت شجرة مقطوعة من جذورها تحتاج إلى تغيير تربتها على كافة المستويات لتعطي ثمارها كمؤسسة اجتماعية في ظل التطوير الشامل.
ويدل أيضًا على أن التربية لا زالت بمفهومها التقليدي حيث لا توافق بين الخبرة المدرسية وغير المدرسية في تحقيق النجاح للطالب، ولا زال تطبيق مبادئ المعرفة يأخذ نطاق ضيق رغم الجهود التدريبية والتطويرية في تنمية مهارات المعلمين وما ينفق على الجانب من أموال باهظة، فهل يعنى هذا الأمر عدم فاعلية المدربين في تدريب برامج التطوير أو يرجع هذا الأمر إلى أسباب كامنة غير واضحة تخص كل نظام مدرسي، أو أن ما يغرسه المنهج الخفي في المدرسة متناقض تمامًا مع المناهج المطورة وما تدعو إليه من قيم، أو أن الأمر يرجع إلى نقص في الفاعلية الذاتية للمعلمين ولم يحسن التدريب على جميع مستويات المنظومة تحديد الاحتياج في هذه الفجوة، أو أن أدوات المسح لتحديد الاحتياج بحاجة إلى إعادة صياغة…..أرى أننا بحاجة إلى وسائل مساعدة لمعرفة الأسباب ،،،، نحن نريد أن نصل إلى درجة من الانسجام بين عمليات التطوير وعمليات التدريب وعمليات التدريس وعمليات التقييم، نريد أن نخلق متعلمًا ناضجًا واعيًا لأدواره المدرسية والمستقبلية، نريد خبرات تربوية تسهم في بناء شخصيات المتعلمين .
بقلم أ. سعدى محمد عثمان العمري .. مشرفة تطوير مهارات التربويين … تعليم النماص
التعليقات