لم تتوانى دولتنا حماها الله ونصرها في إعطاء التعليم أهم أولوياتها على مر التاريخ ، فأولت قيادة هذه البلاد حفظها الله ، كل سبل الدعم والتطوير لهذا القطاع المهم والحيوي فكان ” مجانا ” لكي يستفيد منه جميع فئات المجتمع ، بل إنه يقدم المكافأت الشهرية لطلاب جميع المراحل في العديد من المناطق مما أسهم ذلك في غرس المفهوم الحقيقي للتعليم ..
وهو بلاشك يمثل العمليات والإجراءات الخارجية ، وهو أيضا مجموعة من التغيرات السلوكية لدى المتعلمين يقاس من خلال آدائهم المعرفي والنفسي والحركي والوجداني ، ورغم إنه .. أي التعليم عانا كثيرا في سنواته الأخيرة .. إلا أنه حتما سوف يعود … ولما لا يعود فالمفكر والأديب جاء بالفكر المنير وهو يطمح دائما للتميز والتطوير .
ولكن ماحدث في ” النظيم ” وهو أحد أحياء عاصمة بلادي ” رياض ” المحبة والسلام ، نجد التاريخ والحضارة ، قصر المصمك والدارة برج الفيصلية وبرج المملكة ، وثمامة البسمة ، وجنادرية الثقافة والفكر وتحديدا في إحدى المدارس من ممارسات خاطئة وخارجة عن القيم والمبادئ والذوق العام ، وقد استدعى ذلك لوقفة سريعة وعاجلة ..
وهذا ما أكدته قرارات ” وزيرنا ” الأمير ، والتي شددت على عدم التساهل مع هؤلاء العابثين بقيمنا ومبادئ ديننا العظيم ، وأهم أهداف التعليم في هذا البلد الكريم ، وخاصة إنهم يمثلون أشرف وأنبل المهن وهي مهنة التعليم بلاشك ، وقد أوجد هذا الحقل نماذج رائعة مثل: المعلم القدوة ، والطبيب الماهر ، والمهندس الموهوب ، والطيار البارع ، والضابط القوي والمدير المثقف والقيادي في مختلف القطاعات ، وهذا يقاس أيضا على تعليم ” المرأة ” والذي لا يقل كفاءة تماما ،، بل ويتفوق !
لكن من وجهة نظري الخاصة ومن خلال تجربة متعمقة في الميدان التربوي ، والمشاركة في المناشط واللقاءات التربوية المختلفة بأن القضية أكبر من استهتار طالب أو تساهل وعدم مبالاة مدير … هل فهمتم أم أزيد !!!
لذلك لدي تساؤل .. من المتسبب الحقيقي وراء هذا العبث في القيم والمبادئ وممتلكات الوطن ؟؟
وقفة :
قبل أحد عشر عاما ونيف تقريبا وفي لقاء الفيصل ” الأمير ” بقادة التعليم في منطقة عسير …. حيث قال : نحن أقوياء بديننا ، ونحن أقوياء بأخلاقنا ، ونحن أقوياء بثقتنا بأنفسنا إن شاء الله . أما الإنغلاق والإنسحاب فليس من سماتنا وليس من أخلاقنا ……… أين كلام الشاعر العربي : ونحن أناس لا توسط بيننا .. لنا الصدر دون العالمين أو القبر
أين الصدر !! والذي لا يدفع شبابنا للعلم والمعرفة ، وللقوة الفكرية والأخلاقية والثقافية ،، وحتى البدنية فهو مسيء لمستقبل هذه الأمة .
حسين عبدالله الغاوي
25 / 7 / 1435
المجاردة
التعليقات