لم تَجرْ ثورة الخميني عام 79م إلا النكد والشقاء على كل الشيعة في العالم..ومع هذا فهم يظنون أنهم قد أصبحوا سادة الارض بعد مقولة الخميني الكاذبة التي رددها في كتبه وخطبه, بأن ثورته الاسلامية ستحرر المستضعفين في الآرض ضد المستكبرين وستجعلهم سادة الدنيا,مؤكدا مقولته بأن الشيعة هم المستضعفون!
تَعلَّق الشيعةُ بوعود الخميني وبنوا عليها أمالا عراضا وأحلاما أرقى وأسمى من مستوياتهم الفكرية ومناهجهم الخرافية..حتى أظهروا التمرد على حكوماتهم فحاولوا رفع رؤوسهم في العراق لكنهم لم يتمكنوا حينها,فحرب العراق وإيران في أوج توقدها وصدام حسين في قمة تألقه العربي القومي كحارس قوي للبوابة الشرقية ضد المد الفارسي المحتمل.
أرادت ثورة الخميني أن تتوسع وتُصدَّر للعالم بأسره..فأوهمت المسلمين قاطبة بأنها هي الناصرة والمؤازرة للمظلومين والمضطهدين وأنها هي المدافعة الآولى عن قضاياهم وأولاها قضية فلسطين,فقطعت علاقات ايران الشاة مع اسرائيل وفتحت سفارةً لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزعت الشالات (الشماغ الفلسطيني) على رموز الثورة وهو الذي لازال يلبسه خامنئي الى اليوم، وبدأت في تعميق الاتفاقات السرية مع الشرق والغرب لتؤكد لهم وراء الكواليس ألا عدو إلا أهل السنة..أصل الاسلام وعمقه!
فظهر حسن نصر الله في لبنان وأعلن عدائه لإسرائيل حتى انكشف كذبه في سوريا,فعاد مع إيران في غياهب الظلام،ليهيئوا لإسرائيل ضرب حزب اللات قبل أيام لعلهم يستعطفوا السذج والبسطاء من أهل السنة…ولكن هيهات لهم!
وقد استطاعت إيران أن تدلف إلى العمق الشيعي السعودي فكريا ومنهجيا,وهي تعلم أن ذلك ليس من السهل أبدا..فالشيعة السعوديون في أمن وأمان وفي رغد من العيش فمدنهم وقراهم من أجمل المدن والقرى في السعودية,لتوفر كافة الخدمات,وهم يعملون في جميع القطاعات دون تفرقة.. فمنهم الموظفون الكبار جدا,والضباط في جميع الوحدات وأعضاء في مجلس الشورى,وأساتذة وأطباء ومهندسون وغير ذلك!
غير أن الخبث الصفوي الفارسي لايفتأ يتربص ويرصد ويتصيد ويتحين الفرص,لينقض على من يسيل لعابه للزعامة والمال وشهرة المرجعية والعمامة والخمس.
وقد استطاع الايرانيون إخراج بعض المعارضين من شيعة السعودية الى اوربا وأميركا ومدهم بالدعم المادي والاعلامي والمعنوي ليكونوا أبواقا لهم ضد الحكومة السعودية باسم المعارضة.
ولكن لعل من اقوى خططهم التكتيكية ألا يَخرج المعارضون جميعا،بل يبقى منهم من يمثل المواطن الشيعي(التبع) في الداخل
فتنافس بعض المعممين الباقين على إرضاء إيران بالتصريحات والخطب النارية وتحريض الشباب الشيعي على الشغب الآمني والمظاهرات وحرق المكاتب والمؤسسات الحكومية والتعرض لرجال الآمن بالحجارة والقنص…حتى بلغ السيل الزبى!!
فأفرط البعض منهم حتى سقط في الفخ..كنمر النمر الذي غدا أضحوكة الهوس الشيعي الصفوي..ولازال أفصحهم وأبلغهم وأروغهم حسن الصفار يصرح وينتقد الحكومة جهارا نهار في قراراتها وتصريحاتها ويتهمها بتأجيج الطائفية المذهبية التي جعلت أبناء القطيف يخرجون للشوارع في صخب وشغب واستنكار..لكنه سرعان مايختم تصريحاته بحب الوطن وخدمة الوطن,وعدم تأييده للعنف من جميع الاطراف..ولست أدري من أين تبدأ حدود الوطن الذي يتكلم عنه وأين تنتهي؟ولا ادري أية عنف يقصد أهو عنف الجيش الحر في سوريا أم عنف السلفيين على الحوثييين في اليمن؟
وأية أطراف يقصد؟هل يَعتبرُ رجال الآمن طرفا يعادل طرفا نظيراً لهم؟أم أنه يجيد الدبلوماسية والمراوغة بحيث يحتمل فيها أوجه متعددة؟ليراه المشاهد الايراني بقنواته المتلقفة للاحداث بخبث، أنه الدبلوماسي المحنك الذي يصرح دون أي خوف ووجل..فيرشحه نظيرا لحسن نصر الله في الخليج،وليراه المشاهد المحلي محبا لوطنه ينبذ العنف الذي يحدثه أهل الشغب في شوارع العوامية والقطيف.
ولست أدري ماذا بعد نقد تصريحات وزارة الداخلية وماذا بعد نقد قرارات الملك بإدخال درع الجزيرة للبحرين وماذا بعد التشدق باتهام الحكومة بعدم العدل مع الشيعة في الوظائف..حتى وصل الآمر به أن يطالب بوضع وزراء شيعة؟ وماعلم أن نسبتهم سكانيا لاتصل حتى الى5% من عدد السكان!
من يستمع لتصريحات حسن الصفار الشاجبة للسياسة الحكومية الحكيمة، وهو يردد الطائفية والتأجيج الطائفي..يظن أنه يستمع لنوري المالكي في العراق..علما أنه يعلم أن الحكومة تعطيهم أكثر مما يستحقون..ليس ضعفا بل ليعلم العالَمُ بأسره أن حكومتنا لاتقلل من شأن الاقليات..والشيعة هم الآقلية الوحيدة في المملكة!
لو صدق الصفار لقارن بين حكومة المملكة وحكومة مراجعه الفرس ماذا يفعلون بأهل السنة هناك,فالمشانق تتأرجح بأجسادهم والمعتقلات تغص بهم وبنسائهم وشيوخهم وأطفالهم.
لو صدق الصفار لشكر حكومته على ماتقدمه للشيعة في السعودية من دعم تنموي واقتصادي ووظيفي وأمني وغير ذلك..مثلهم كغيرهم من المواطنين السنة,الذين يفوقونهم ديموغرافيا بأكثر من 95%.
ولو صدق الصفار لوقف بحزم في وجه كل ناعق تبع صاخب وفي وجوه مثيري الشغب في العوامية والقطيف..لكنه يهزأ ويسخر من حكومته حين تطلب منه أن يشجب وأن يندد بأعمال الفوضويين الذي وصل الآمر بهم أن يحرقوا صور رموز الوطن وسادته!!
لوصدق الصفار حقا لهدأت القطيف أيما هدؤ لآنه مرجع من مراجع الشيعة ومقدس لديهم كغيره من المعممين,وبخطبة واحدة من خطبه يستطيع أن يوقف هذا التهور..لكنه لم يصدق ولن يصدق إلا أن يشاء الله..ولو صدق لرفع ورقة التقية التي يرى أنها دينه ودين أبائه,فأطاع ولاة أمره ودافع عن أمن وطنه وهذا واجبه المطلوب منه ظاهرا..وأما الباطن فلا يعول على الباطنية كثيرا!
التعليقات