الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

دعوة للتأمل والتفكر – للكاتب أ. محمد بن علي محمد الشهري

دعوة للتأمل والتفكر  – للكاتب أ. محمد بن علي محمد الشهري

 

إعتادت أسرنا السعودية الخروج إلى الصحراء الذين اطلقوا عليه (البر) في مصطلحهم العامي، إنها اللحظة الجميلة اللحظة التى ينتظرها الآباء والأبناء كل أسبوع للترويح عن  النفس ، فيالها من لحظات جميلة بل قل : ليلة رائعة حيث الهواء الجميل والتفاف العائلة، حيث اللعب والسواليف ،حيث الأكل والشرب.
برنامج أسبوعي يتكرر كل أسبوع ، وصورة حيه تتكلم عن نفسها،المكان تلك الصحراء الواسعة المترامية الأطراف التي إذا حل عليها الليل لا ترى إلا الظلام الحالك ، لا ترى إلا النجوم في السماء ،لا ترى إلا القمر يضئ السماء والأرض إذا كانت ليلة مقمرة ، في تلك الصورة الأطفال خارج المخيم منهم من يلعب الكرة ومنهم من يستقل دراجة ومنهم من يركب المرجيحة ومنهم ومنهم…، فلا يشغلهم إلا اللعب ، ولو نظرت إلى جانب آخر من الصورة رأيت خيمة مضيئة ، بها من الفرش أحسنه ، ولا تعجب عندما ترى في هذه الخيمة من الوسائل الحديثة الدش والتلفزيون والنت إنها وسائل التسلية في تلك الخيمة التي هي في وسط الصحراء ، الشباب يأخذون جانباً في الخيمة يلتفون حول بعضهم البعض ماذا يفعلون ؟ إنهم يلعبون البلوت  ، و الرجال قد التفوا حول المدفأة التي هي في إحدى جوانب الخيمة ، إنهم يتجاذبون أطراف الحديث ، تعلوا أصواتهم أحيانا وتنخفض أحيانا أخرى وتعلوا الصيحات والضحكات إنها السوالف ، يتحدثون عن السياسة أحيانا وأحيانا أخرى عن الاقتصاد عن العمل عن المناسبات الاجتماعية وعن كل شيء وقد يتطرقون إلى مسألة في الدين إنه المنتدى الأسبوعي ، تمر الساعات كأنها لحظات ،ويستقل كل رجل سيارته بأبنائه منطلقا إلى بيته ، وكل على أمل اللقاء في الأسبوع القادم .
تري هل هذه الأسرة التي روحت عن نفسها جعلت لها برنامجاً للتأمل ، لماذا لا نتأمل ؟ لماذا لا نستشعر عظمة الله في هذه النعمة ؟ فالتأمل يرسخ الإيمان في القلب بل يزيد الإيمان فترى الإنسان  يعجز أمام عظمة الخالق ،والتأمل يرتقي بفكر الإنسان في المجالات المادية المحدودة إلى الآفاق الرحبة الواسعة من خلال التساؤلات التي يحدثها هذا التأمل فتزيد الإيمان.
الخيمة والمخيم والصحراء والسماء والأرض والقمر والنجوم والليل وظلام الليل  و النت والتلفزيون والسيارة كل هذا مادة خصبة للتأمل ، نعمة بين أيدينا تزيد إيماننا وتربي أبناؤنا على قوة اليقين بالله نحتاج إليها فنحن أحوج إليها .
وقد أمر الله سبحانه بالتفكر والتدبر  في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكرين بقوله: ((وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً ))آل عمرآن:191 وقال: ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))الرعد:3.
وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله : { تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله } رواه البيهقي.
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ( تفكر ساعة خير من قيام ليلة).
وقال وهب بن منبه: ( ما طالت فكرة امرىء قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل.(
وقال بشر الحافى: ( لوتفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه( .
وقال القربابي في قوله تعالى: ((سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ )) الأعراف:146 قال: ( أمنع قلوبهم التفكر في أمري ).
وكان داود الطائي على سطح في ليلة قمراء، فتفكر في ملكوت السموات والأرض، فوقع في دار جار له، فوثب عرياناً وبيده السيف، فلما رآه قال: ياداود، ما الذي ألقاك؟ قال: ما شعرت بذلك.
وقال يوسف بن أسباط: ( إن الدنيا لم تخلق لينظر إليها، بل لينظر بها إلى الآخرة).
فهيا بنا من خلال ترفيهنا الأسبوعي نتدبر في ملكوت الله ،نتأمل عظمة الله ،كي يكون ترفها وأجراً في وقت واحد .

 

الكاتب : محمد بن علي محمد الشهري

baab–21@hotmail.com

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *