الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

قواعد حوارية – للكاتب أ. بندر ظافر العمري

قواعد حوارية  – للكاتب أ. بندر ظافر العمري

 

 

نخوض كل يوم غمار حوارات عديدة ، على مستويات مختلفة في مجالات دينية وثقافية ورياضية وسياسية واجتماعية ، حتى لا يمكن لإجتماعاتنا أن تخلو من تلك الحوارات في الغالب ، وتختلف تلك الحوارات في مقدار الفائدة بين هادف ذو منهج طرح مقنن يقف على مسافة واحدة من جميع الآراء وهو قليل ، ومهاترات لاجدوى منها وهذا هو الطاغي فيما نرى ونسمع في حيتنا اليومية ..
 
وإذا تقصينا الأسباب التي تجعل من حواراتنا مجرد أصوات مرتفعة و ديكتاتورية في فرض ما نعتقدة على الإخرين ، دون أن نعطي للآخر مساحة من الحرية في إبداء رأية وإيضاحه ، لنتمكن من الحكم عليه بعد إكتمال الصورة التي لا تكتمل عادة بسبب رغبتنا في إثبات أننا دائماً على حق وأننا لسنا بحاجة إلى سماع رأي الآخر ، وهذا مرده إلى عدة أمور منها ..
 
أن كل شخص يعتقد أنه على حق بغض النظر عما يعتقده في شأن الآخرين ، فبمجرد كونه على حق ، يجب أن يوافقه الآخر فيما يذهب إليه دون الحاجة لسماع رأي ذلك الآخر .
 
ثم أن كل شخص سيقاتل ليثبت أنه على حق ، وفي أحيان كثيرة تكون أسلحته الصوت المرتفع ومقاطعة المحاور وربما قذفه بعبارات جارحة تقود النقاش إلى نقطة اللا عودة للهدوء الذي هو من مستلزمات الحوار الهادف .
 
ويجب أن تعلم أنك لن تستطيع تغيير آراء الآخرين إذا لم يغيروها بإرادتهم ، فبمجرد فرض رأيك ، وسكوت المحاور -إما ليتجنب لدغات لسانك السليط أو لأي إعتبارات أخرى- فهذا لن يكون له تأثير فعلي في تغيير رأي الآخر المغلوب على أمره ليوافق ما تراه ،
 
وأنت في هذه المرحلة تشبه فرعون حينما قال لقومه ( ما أريكم إلا ما أرى  )  لذا يجب أن تعلم أن تغيير رأي الآخر لا يمكن تحقيقه دون أن تقنعه برأيك بعيداً عن إقصاء رأيه.
 
فليس لك من الأمر شيء سوى أن تساعد من تريد تصويب رأيه في مسألة ما لإيجاد أسباب مقنعة لذلك التغيير الذي تريد أن تحدثه في وجهة نظره ، بإسلوب مناقشة رأيه وما يعتقد ، ودحض حججه وما يعتقده بحقائق دامغة و مفاهيم جديدة ، لجعله يحكم بحياده رغبة في الوصول إلى الحق ، الذي هو الغاية العظمى المرادة في كل حال .

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *