لم تَقُمْ هذه الدولة المباركة..ولن تقوم إلا على عقيدة التوحيد لله عز وجل,وقد أرجف المرجفون وعارض المعارضون وتشدّق المنافقون والمناوئون..فخابوا وخسروا ولم يحققوا شيئا يسرهم.وذلك منذ نشأة الحركة الاصلاحية السلفية في عهد الاماميين الشيخ محمد بن عبدالوهاب والامير محمد بن سعود رحمهما الله,ومنذ أن اتفقا على حماية هذه الدعوة التي تَدل الناس وتبين لهم ماكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه!وحين أتتْ الدولة السعودية الثالثة ورسخت هذا الاتفاق الكريم,الذي يخدم هذا الدين العظيم ويحمي هذا الوطن الكبير,فرش الآمن رداءه وأرسى أطنابه,فأتتْ الارزاق تترىَ من كل فج وحدب,وعمّ الخير أرجاء الديار,وأصبح الوطن مضرب ألامثال ويشار له في خيريته وخصوصيته الفاضلة بالبنان.بيد أن أعداء الفضيلة والكرامة والحرية الحقيقية للانسان موجودون في كل زمان ومكان,ولم تسلم منهم حتى القرون المفضلة الآولى فهم لم يفتأوا يحرضون ويؤلبون الناس ضد كل فضيلة تُحمَىَ وضد مَن يَحميها,فالفضيلة ضد الرذيلة,والفضيلة من الدين وهي تَخلق الكرامة والشهامة والحمية والدفاع عن الدين والوطن,وأما الرذيلة فهي من الشيطان والهوى وتَخلقُ التحلل والسفور والانكفاء والخور والانبطاح حين يَهبُ الشرفاء للدفاع عن دينهم ووطنهم في مواطن اللقاء وحين البأس!وقد تقاطعتْ مصالح أعداء الفضيلة,وتناغمت فيما بينها فأهل الاستكبار وأسياد الاستعمار,وأهل البدع الخرافية وأهل التغريب في صف واحد,وعلى وتيرة واحدة,ورؤية مشتركة,وغاية مرومة لاتتفكك البتة ولاتنفصل,فالامر بالنسبة لهم جد خطير,سيما في بلدٍ عريق ضارب في جذور التاريخ بالفضيلة والقيم الحميدة والشهامة والآنفة والشمم,والتي تنبثق جميعها من الدين الذي ارتضاه الله للناس ألا وهو الاسلام.وقد جعلوا الورقة الآولى التي يلعبون بها ويساومون بها القيم والفضيلة هي ورقة(المرأة),لعلمهم أن المرأة اذا بَعُدتْ عن حظيرة الفضيلة,فقد بَعُد المجتمع كله ببُعدها, فهي ملكة الآسْرة ومَدْرسة الاجيال وهي الآم وألاخت والزوجة والبنت,وهي التي يعلمون أنها هي الفتنة الحقيقية لكل أمة رَضيتْ أن تخرجها من عفتها وشرفها!غير أن حماة الدين وحراس الفضيلة,وأهل الحل والعقد من ولاة أمرٍ وعلماءٍ ومصلحين,قطعواعليهم الطريق وأحرقوا ورقتهم التي يحملونها وذروها رمادا في وجوههم الكالحة الشوهاء..لأن ورقة المرأة الحقيقية مصونة محفوظة أغلى من الجوهرة الثمينة..أما ورقتهم فهي مزيفة باطلة دمغها الحق حتى زهقت!ولعل بيان وزارة الداخلية الآخير,بشأن منع النساء من قيادة السيارة حسب فتاوى علمائنا.. وأنظمة الدولة, قد أطفأت الفتنة وحزمت الآمر وثبتت الآمن,وبينت لكل صاحب هوى أوفكر منحرف أن لا تجاوز في هذه البلاد على الدستور والنظام,وأن لا مظاهرات ولا تجمهر ولاتحزب ولا فوضى,فالآمن مطلب الجميع والنظام يكفل الحقوق للمواطنين والمقيمين,والابواب مشرعة وغير مغلقة لمن له حق أو مظلمة!لعمر الله أن قرار وزارة الداخلية هذا,قد أثلج الصدور وأضفى السعادة والحبور,وسرّ كل مؤمن حُرِّ شريف,يعشق الفضيلة ويدعو لها,ويحب الكرامة ويفخر بها..إنه لقرار المخلصين الآوفياء ولاة أمرنا النجباء وعلماؤناء الفضلاء والآحرار الشرفاء..إنه لقرارٌ كريم يجلب لنا الآمن وألامان في هذا البلد المعطاء لآنه يحمي الفضيلة وينافح عنها,والله يسمع ويرى وهو القائل سبحانه(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ والآرض)ويقول عز وجل(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)فحماية الفضيلة في هذا البد الكريم من التقى والايمان,ومن العدل والانصاف وهذه مبشرات لآهل هذه البلاد بإستمرارالآمن الوارف والخير العميم…ولاخوف ولافزع من أي قوة في الآرض..طالما نحن مؤمنون منصفون عادلون.لاندّعي العصمة والكمال فنحن بشر..غير أننا على طريق الحق سائرون..ودستورنا القرأن والسنة !
التعليقات