فخلال إجازة حج هذا العام فقدنا شاباً سعودياً مع ابنيه في عمر الزهور واللذان لم يتجاوزا عشر سنوات تقريباً أمام قرية آل حشيش وآل زيدان في الوصلة الرابطة بين النماص وشمال بني عمر لحدود بالقرن، ولا يكاد يمر الأسبوع إلا وهناك حادث أو وفاة لمواطن أو مقيم، وأنا شخصياً فقدت منذ سنة تقريباً شابين من أقاربنا في حادث واحد في نفس المنطقة وهما الشاب على محمد العمري والشاب تركي محمد العمري وغيرها الكثير رحمهم الله جميعاً والمسبب الرئيس للحوادث هو أن أي خلل في السيارة أو انحراف لمسافة نصف متر تعني اصطدام السيارة بالسيارة المقابلة وجهاً لوجه. فمن هو المسؤول عن ذلك وهو يعلم أعداد القتلى الذين يتساقطون شهراً بعد آخر وسنة بعد أخرى في بلاد بني شهر وبني عمر وبالقرن، من هو المسئول الذي لم تحرك فيه تقارير مرور عسير وسجلات وزارة الصحة الحماس لإنجاز هذه الوصلة في هذا الطريق.
أنا متأكد أن شماعة عدم اعتماد الميزانية من وزارة المالية ستكون هي الإجابة بينما واثق تماماً أن وزارة المالية لا تتحمل المسؤولية فهي تعتمد المشاريع التي ترفعها الوزارات حسب أولويات تلك الوزارات وحسب مبرراتها، متسائلاً في الوقت نفسه لماذا تأخر تنفيذ هذا المشروع في هذه الوصلة بينما نفذت مشاريع أقل منه في مناطق ومواقع أخرى، ومن جهة أخرى لماذا تأخذ مثل هذه المشاريع سنيناً عدة بالرغم أن لدينا مشاريع أكبر حجماً من ازدواج هذه الوصلة ويكون تنفيذها بشكل سريع ومتقن, فأين المقارنة بين هذه المشاريع العملاقة وبين ازدواج طريق حيوي في مسافة لا تزيد عن 50 كم عشر سنوات وأكثر، ومن هنا فإننا نؤكد إن شماعة وزارة المالية لن تكون صحيحة فهي بريئة من دم حسن الثابتي الشهري وابنيه في أيام عيد الأضحى المبارك كما هي برئية من دم علي بن محمد العمري وبريئة من دم عدد من أبناء المملكة الذي تساقطوا الواحد تلو الآخر فمنهم من كان ساكناً في تلك المنطقة ومنهم من كان في سياحة داخلية، والكل يتذكر تلك الأسر التي وصلت من حائل والأخرى التي وصلت من تبوك ومن جدة ومن الرياض ولكنها عادت بعد أن فقدت عدداً منها والسبب الرئيسي هو عدم ازدواج الطريق، نعم أيها الإخوة فوزارة المالية بريئة من ذلك لأن من يحدد أولويات المشاريع حسب أهميتها هي الوزارة المنفذة وهي وزارة النقل.
الخاتمة:
أثق تماماً في أن ما تبذله الدولة كثير جداً ولكن ما ينقص الإدارات الوسطى والخدمية هو تحديد الأولويات حسب أهميتها مطالباً في الوقت نفسه بتشكيل لجنة لتقصي الأسباب في تأخر مشروع استكمال ازدواج هذا الجزء، مطالباً أيضاً مراجعة تقارير فرع وزارة الصحة وفرع مرور عسير بأعداد الضحايا والحوادث التي تتم في هذا الجزء (مع علمي بأن هناك من لن يحمِل ازدواج الطريق مسؤولية هذه الوفيات والحوادث، وسيكون ردي عليه ماذا تتوقعون من طريق بعرض في حدود 10 أمتار يربط المملكة بهذا الجزء من هذا الوطن وهو الطريق الرئيسي ولا طرق غيره هذا الطريق الذي نفذ بهذه السعة منذ 40 سنة عندما كان لا يملك سيارة إلا أقل من 5% من السكان ولكن الآن أصبح الكل لديه سيارة.
التعليقات