السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

قَتَلَ الطفـــولةَ والنساءَ وما فَـــــــرَجْ

قَتَلَ الطفـــولةَ والنساءَ وما فَـــــــرَجْ

صحيفة النماص اليوم . ناصر بن عثمان آل عثمان :

 

يكفي أطفال سوريا شجاعةً أنهم مستهدفون بالمدافع والنيران، يكفهم أنهم أرعبوا أنظمة الهون والطغيان, ناهيك عن شيّاب القوم والشبّان، يا أطفال سوريا، يا أشبال الشام، يا كبار النفوس, يا عظام الهمم, لله دركم مِن أوفياء, لله دركم مِن شجعان، لله دركم على ما قدمتم من تضحيات في وقتٍ أصابة قادة الأمة قارعة الخذلان.            

أن مجزرة الحولة هي قتل لِروح الإنسانية, و تهجمٌ على الكرامةِ الإسلامية، واستباحةٌ للدماء المحرمة البريّة, هذا ويقابلهُ صمتُ الوُلاةِ خوفاً على المطامع الدنيوية، فاللهم قيض للأمة الإسلامية من يعيد لها عِزّها ويرفع مجدها ويعلى كلماتها ويصون أعراضها ويحفظ دمائها.

 

إن يوم الجمعةِ الرابع من شهر رجب من عام 1433هـ يومُ عارٍ على الأمة أجمع, وعلى ولاة الأمرِ خاصة, فلو أن هناك قادة لكان الخوف يُرعب الظلمة الجبابرة وعلى هذا جرت العادة, ولكن الدنيا وأملاكها هي مثار اهتمام الولاة وحُكام الزمان والنتيجةُ مجزرةٌ تسمى بـ”مجزرة الحولة” جرت في يوم الجمعه.

 

لقد ثارت عواطفي عندما شاهدت أطفال الحولة صرعى, وخارت قواي عندما رأيت النائحة والثكلى, ودمعت عيناي لمّا رأيت الدماءٍ والأشلاء, فكتبت قصيدة المجد لأمة المجد علّها تستنهض هِمماً ماتت, أو تلامس أسماعاً صمّت, أو تقرأها ألسناً خرُصت, متجاهِلاً قول القائل:(لقد أسمعت لو ناديت حياً,, ولكن لا حياة لمن تنادي) هذه قصيدتي بعنوان ” يا أمة الأمجاد ” عشرينيةٌ مِن بوحٍ صادق:

 

يا ربِّ تشّكُو  شـامُنَـــا مِن حُـــــــرقــةٍ        ومِن عنْد ربِ الكونِ يأتينا الفَــــــــرَجْ

يا ربِّ لمْ تَعُدِ الصُـــــــــدُورُ فســـيحـةً        و إليك تهفو كلُ نفــــسٍ و المُهَـــــــــجْ

ندعوكَ يا ربَّ الســكونِ بِخُفّيَــــــــــــةٍ        تغّفِرْ لنا كُل الذنــوبِ وما بَلـَــــــــــــجْ

في الشـــــــامِ يا ربي ســـقيمُ سجــــــيةٍ        قَتَلَ الطفـــولةَ والنساءَ وما فَـــــــرَجْ

والعُرُبُ دونَ الشــجّبِ ما مِن غــــيرةٍ          غيـر التباكي في الظلامِ بِلا سُـــــرُجْ

الـــــرومُ تعـــــلِنُها بكـل صــــــــراحةٍ          من أجل دُنّيَانا ســلكـــنا كل فَــــــــــجْ

والفُـــرسُ تكــرهُنا وتلّعَـــــــنُ صُحبَةً           صَـحِبوا الرسـولَ فلا حياءَ ولا حَـرَجْ

يا أُمّـة الإســـــــلامِ هـــــــلَّا وقفَـــــةً           بالّدينِ والإيمانِ والسيــفِ الأفــــــــجْ

يا أُمّةً أمجــــــــــادُها أزلـــــــــــــــيةً          مِن عهدِ صدْرِ الدينِ تُثبِتُها الحُــــــجَجْ

يا أُمّةَ الإسـلامِ كنْتِـــــي حــــــــــربةً            في نحّرِ ضُلَّالِ المناهجِ والسَــــــــذَج

قوموا إلى بيــــــــــع الدماءِ رخيصـةً          مِـن أجلِ توحـــيد الإلــه ومَنَ رجَــــجْ

الجُبْنُ يُرهِقُـــنا ويُضـــــعِفُ وِحْــــــدَةً          فــي صـدْعِها خَوَرٌ تَوَسّـــعَ وانْبَـــعجْ

عودوا إلى شرعِ الجهادِ نصيــــــــحةً          مِن شاعرٍ صَــــدَقَ المـــعاني ما سَـرَجْ

في الشــــام آهــــــآتٌ تُـأرِّقُ أُمَّـــــــةً           والفُرْسُ بالإسناد تَنْتَـظِرُ الـــــــــدُلـَجْ

أحــــوازُنا والقُدُّسُ مَا مِن هبّـــــــــــةٍ          والشـــامُ بالآلام  يا ربِّ الفــــــــــرَجْ

يا أُمَــــةَ الأمجـــــادِ هل مِن عــــــودةٍ          كالسـابقـين من الأوائــــل لا مَــــــرَجَ

إقدامٌ عمّـروٍ في شجـاعةِ حمــــــــــزةٍ           من دون قهر النــاس أو ذاك اللَـــججْ

في عهدِ صدّامَ الشهيدِ حميّــــــــــــــةً          وقَفَ الروافــــضَ حائِـرِينَ بِلا لَـــجَجْ

واليومُ يا ذَا العارِ ما مِن شيــــــــــــمةٍ        هتــكٌ لِأعــراضِ الثكالى والخُـــــــدَجْ

صلُّوا على المُختارِ أحّمَدَ لحظــــــــــةً         حتى تطِــيبُ النَّفــسُ مِن ذَاك الخَلَـــجْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 بقلم الكاتب والشاعر

  المهندس: ناصر بن عثمان آل عثمان

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *