القيادة منوطة باتخاذ القرارات، فالقائد الناجح هو من ينجح في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، وهذا القرار يعتمد على الحالة التي تقف أمامه فيتعامل معها باتخاذ القرار الذي سيؤول إلى إجراء مناسب، وتعتمد القرارات التي يتخذها القائد على خلفيات عدة منها السياسة العامة للمنظمات الإدارية باختلاف أشكالها وأقسامها وأنواعها، وهذه الخلفية هي عبارة عن سياسات وقوانين يرجع إليها عندما تواجهه حالة معينة، فيرجع إلى تلك السياسات المعدة مسبقاً ويقارنها بحالته، فإن انطبقت الشروط والمواصفات اتخذ القرار حسب السياسة أو حسب التنظيم أو القانون المعد مسبقاً، فهو كالطبيب الذي يضع العلاج المناسب للحالة وفق الأعراض التي يراها في حالة المريض أمامه.
ولكن ليس كل حالة أمامنا ينبغي أن نطبق عليها السياسات والإجراءات والقوانين لأن هناك شيئاً آخر يحكمنا وهو ما يسمى بالأهمية النسبية للحالة، والأهمية النسبية يمكن القول إنها نسبة أهمية الشيء إلى الأهمية ذاتها، ويحددها الأثر عند فعلها أو تركها، وهنا تكمن حكمة وحنكة وخبرة القائد المدير في قياس مدى الأهمية النسبية للأشياء ومدى تأثير نتائجها إيجاباً أو سلباً على أداء المنظمة، فبعض الحالات تكون أهميتها النسبية عالية جداً وتوثر على النتائج ولابد من تطبيق السياسات والإجراءات بحذافيرها، وبعض الحالات تكون أهميتها النسبية ضعيفة جداً وتحتاج إلى التغاضي عنها وعدم تطبيق القوانين، ولربما أدت إلى تعقيدات وروتين لا طائل له، ثم يكون الأثر لا قيمة له، لذا وجبت المرونة في تطبيق الأنظمة وذلك بالنظر إلى الأهمية النسبية لآثارها، وتفيدنا الأهمية النسبية في ترتيب الأولويات حسب أهميتها النسبية فنعيد تشكيل المهام وفق الأهمية النسبية ثم نتخذ القرار المناسب لكل حالة.
إن القائد الناجح هو الذي يستطيع إعادة ترتيب المهام وفق أهميتها النسبية ويعمل على تطبيق الأنظمة والقوانين والسياسات وفق الأهمية النسبية لكل حالة، كون بعض الحالات لا تستلزم التمسك بتطبيق كل النظم، مما يؤثر في سير العمل ويستهلك كلفة ووقتاً وجهداً لا حاجة له، فتكون التكلفة أكبر من الفوائد المجنية، وهنا تقع الخسارة.
التعليقات