كل عام وأنتم بخير ، جعلكم الله من الفائزين برحمته ومغفرته ومن الذين أعتق رقابهم من النار ، وتقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم .في الوقت الذي يتبادل فيه الناس التهاني بعيد الفطر المبارك ويتواصلون بعد طول إنقطاع ، ترزح سورية الجريحة تحت وطئة الألم ، تأن بصوت يخبو شيئا فشيئا مما بجسدها الطاهر من جراح أثخنته وأرهقته حتى خارت قواها ، صوتها المبحوح الذي وصل إلى شتى أصقاع المعمورة بلا للظلم ولا للإضطهاد ولا للعملاء الذين باعوا أنفسهم ووطنهم لأعداء أمتهم من الصهاينة و المجوس الصفويين ، ذلك الصوت كان ثمنه مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وملايين المهجرين ، صوت كان ثمنه الخوف والجوع والشتات و صنوف أخرى من العذاب ، صوت بدت فيه الحسرة والألم واضحة ، صوت إستدر دموع اليتامى و الثكالى وحير العارفين ، صوت لم يملك معه العالم بأسره سوى أن يقف مكتوف اليدين .فقد اختار كل موقعه من ذلك الصوت فمنهم كثير مع المعتدي ومنهم من قرر الحياد في موضع لا حياد فيه وهم أيضا كثير ، وقليل وقفوا إلى جانب ذلك الصوت صوريا فقط .كل عام ياسورية وأنت حرة أبية ، كل عام وأنت في سبيل الحق تنتصرين ، كل عام وجحافل الشهداء تكتب مجدك وأشلاء الجرحى ودمائهم تسقي أرضك ، ونصرك الله نصرا مبين .تتدافع الدمعات وتنقبض القلوب التي ملؤها ألم وحسرة وندم على تخاذلنا عن نصر سورية الحبيبة .مشاعر مؤلمة أيما إيلام ليس لذوي الألباب طاقة على إحتمالها .سورية الكرامة سورية المدافعة عن حياض الدين ، سورية التي نزعت أغلال عبودية الطغاة الغاصبين من روافض وصهاينة وملحدين .كل عام وأنت بخير فما أنت فيه خير وأسأل الله لك النصر المبين .
التعليقات