الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

لم يعدْ ربيعا .. صار تمردا وحريقا .. يامصر ! للكاتب – أ. رافع بن علي الشهري

لم يعدْ ربيعا .. صار تمردا وحريقا .. يامصر ! للكاتب – أ. رافع بن علي الشهري

 

لايَصْلحُ الربيع الديمقراطي المنضبط مع العلمانيين والتغريبيين والخوارج والرعاع والدراويش,لآنه يزيدهم تمردا على القيم والثوابت والمسلًّمَات,ويعصف بهم في مهاوي الردى,فالمهووس بثقافة التغريب,يبغض ويمقت كل توجه اسلامي سُني,وصاحب اللوثات الفكرية المتطرفة,يعشق فكر ذي الخويصرة وابن ملجم. وأما الرعاع والدراويش فما صفق  للبعثيين والقوميين والاشتراكيين الذين ضيعوا الكثير من هوية الآمة, إلا هم ..لآنهم لايعلمون إلى اين المسير ولايفقهون شيئا مما يدور حولهم,فيتبعون كل كذاب ناعق, فيُفتنُ بهم ويحسبُ انهم يعشقونه فيصاب بداء العظمة والغطرسة والدكتاتورية,وهم يفتنون به ويظنون أنه منقذهم الوحيد, فيسبحون بحمده..ثم يتفاجأون انه لعبةٌ بيد الاعداء,الذين لايفتأ يشجبهم في كل محفل وخطاب..الآعداءالذين قد يُعدّون له البيان الذي يندد بهم في مضمونه ومحتواه!ثار الشعب المصري على الرئيس المخلوع حسني مبارك خلال بضعة أسابيع,إمتلآت فيها الشوارع والميادين والطرقات,وبعد قتل ونهب وسلب,حتى اضطر للتنحي خوفا من سؤ عاقبته على ايدي معارضيه,فرحل عنهم ظانا أنه قد سَلِم منهم..وهو لم يسْلم أبدا!وحين تربع الرئيس محمد مرسي على كرسي الرئاسة المصرية عن طريق الانتخابات التي فرضها الشارع المصري الذي جلّه يرى أن الاسلام هو الحل,ويرى أن الاخوان أو السلفيين هم  أهل الآولوية في تسيير دفة الحكم في هذا البلد العربي العريق,قامت قائمة العلمانيين والتغريبيين والقوميين,فأعلنوا التمرد,وألبوا الإعلام اللبرالي والعلماني ضد مرسي, منذ الاسابيع الاول لتنصيبه ,وأخذوا يعقدون المؤتمرات واللقاءات لإجهاض حكمه,بالتعاون مع فلول الرئيس المخلوع!وليتهم اكتفوا بهذا,لكنهم هددوا بإقامة الثورات الداخلية وحمل السلاح والتعدي على منشأت الدولة ومصالحها,ومحاولة اقتحام القصر الجمهوري,حتى توصلوا الى حرق مقر حزب الاخوان المسلمين,وحرق غيره من المباني,وتسببوا في تعطيل شعب كبير عن أعماله بالتجمهر والتخويف والتهديد والوعيد,ثم ملآوا ميدان التحرير باسم الحرية وإبداء الاراء,وعرض المطالب والاهواء.ميدان التحرير الذي اجتمع فيه البلطجية وفلول النظام السابق ومايسمى بمناصري جبهة الانقاذ والتي تضم عددا من الاحزاب المناهضة للرئيس مرسي كحزب الدستور برئاسة البرادعي والتيار الشعبي برئاسة صباحي والمؤتمر المصري يرئاسة عمرو موسى!وكأن هؤلاء المؤججِين لهذه الثورات ماعلموا أن مصر لم تستعدْ عافيتها بعد منذ سقوط نظام مبارك الى اليوم, وأنها لازالت تعاني من أزمات اقتصادية حادة,إذ أن الرئيس مرسي لم يُترك في شانه منذ توليه,فما أن يخرج من معضلة إلا ويقع في أختها,فكلٌ ينهشه  ولا يرحمه أبدا,فالمعارضة تكيل له التهم والسباب والوعيد والمرشد والاخوان يضغطون عليه صباح مساء ليكون ألة في أيديهم يأتمر بأمرهم فحسب,بالإضافة إلى مايعتريه من قضايا خارجية عربية وعالمية.وأكاد أجزم أن العلاقات الايرانية المصرية الجديدة,كانت بإملائات من المرشد والآخوان,لآن تصريحات وتوجهات مرسي في بداية توليه مهام الرئاسة بمنأى كبير عن إقامة علاقات مصرية إيرانيةولا أحد يجهل التناغم بين الاخوان والايرانيين منذ ثورة الخميني وهروب الشاه لمصر,ثم إغتيال السادات,ومساعدة ايران لحماس! وهذه العلاقات هي التي قصمتْ ظهرمرسي أمام السلفيين في مصر وخارج مصر,وأضافت رصيدا وافرا لآحزاب المعارضة ضده,وإن كانت هذه الآحزاب تفضل إيران على كل السلفيين في العالم لتقاطع الرؤى والآفكار والآهداف والغايات والتي من أهمها عداء السلفية!غير أن أمن مصر واستقرارها لايتحقق أبدا,وليس له أن يتحقق إذا ما قامت هذه الثورات,واتسعت في كل أنحاء البلاد المصرية,وقد يكون هذا هو المطلوب وهذا هو السيناريو المعد له, من قِبل المخْرجِين الصهاينة والصفويين,ومن قِبل الكمبارس التغريبي المصري,الذي يرفع الرايات الوطنية,وهو عدو الوطنية والإنتماء وإلا فكان الآولى به الوقوف إلى جانب الرئيس ومؤازرته,وعدم الزج بمصر في أتون الصراعات الداخلية,التي قد تحرق الآخضر واليابس لاسمح الله,أو التأني حتى تنتهي ولاية الرئيس,ثم يخوض غمار الانتخابات النزيهة,ليرى هل يعطى الثقة أم لا؟ولعل من جهل مثيري الفتنة في مصر الكنانة, أو لنقل من خبثهم أنهم هددوا بإشعال الحرب على مرسي والاخوان, في حالة عدم تنحيه عن الرئاسة,وهذا سيفتح بابا واسعا قد لايُغلق إلا أن يشاء اللهفليس كل رئيس محبوباً لدى الجميع, وهذا لن يكون ابدا,وهو ماسيجعل كل حزب كاره لآي رئيس قادم,أن يتجمهر في ميدان التحرير لإسقاط الرئيس,باسم الحرية والديمقراطية,وليس إلا باسم الفتنة والفرقة والشقاق!وبديهي جدا أن الفتنة في مصر قد اشتعلت,ولم تعد ربيعا بل أصبحت حريقا ودمارا,ولن تُطفأ إلا اذا أطفأها المتمردون المعارضون وهم لن يفعلوا…ولكن الخيار بيد الاخوان المسلمين فإما أن يحزموا أمرهم بحنكة وقوة وحزم,مع  بذل الجهد في حقن الدماء ماأ ستطاعوا..وإلا فالتنحي وتسليم الجيش مقاليد الآمور حقنا للدماء.. فهو الآسلم وإن عادت مصرلتدور من جديد..هكذا دواليك!

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *