ارتجل الأستاذ رافع بن علي الشهري قصيدة بالجامع الكبير بخميس مشيط كان ذلك في حفل جمعية تحفيظ القرآن الكريم السنوي يوم الثلاثاء 11/7/1434هـ .. وقد حضر الحفل عدد من المشائخ وحفاظ كتاب الله ، ووزعت الجوائز على الطلاب المتميزين وأولياء الأمور والداعمين وقد أبتهج الجميع بهذا الختام الروحاني لعام كامل من الجد والمثابرة في حفظ كتاب الله عز وجل من أبنائنا الطلاب من جميع الفئات العمرية ولله الحمد ..
نورٌ أزاحَ غياهبَ الظلماءِ
وأنارَ وجهَ الآرضِ بالآضْواءِ
نورٌ تنزَّل نحو مكةَ ساطعاً
في الخافقَين وفي ذُرى الجوزاءِ
من قمّةِ الجبلِ الآشمّ بَدَا الهُدَى
فانسابَ مِن عَلْياءِ غارِ حِرَاءِ
أنسابَ وحْياً من فَمِ الغارِ الذي
يرنو لبيتِ اللهِ والبطْحَاء
وهو الذي يَعْلو القُرَى بشموخِه
ويُطلُّ فوق الدُور والاحْياءِ
نَزَلَتْ بهِ إقرا وكان محمدٌ
في جَوفِه يدْعو بخيرِ دُعاءِ
وبَدا في الآفاقِ جبريلُ الذي
غَطّى سماءَ الآرضِ والآجْواءِ
غطّى بأجنحةٍ عِظامٍ أذهلتْ
خيرَ الآنامِ .. فَغابَ في إغمَاء
فدنا إليه الروحُ حتى غطّهُ
وأزالَ كلَّ الرُعبِ والإعْياءِ
وتَلا بوحي اللهِ أياتِ الهُدَىَ
فَتبجّستْ نُوراً على البيْدَاءِ
وتبسّمَ الزمنُ الذي في وجْههِ
وسْمٌ من الضُلاّل والجُهلاءِ
ورمَى بثوبِ الجهلِ في حُفَر الدُجىَ
وبَدا بثوبٍ ناصِعٍ وضّاءِ
وتَزيّنَ التاريخُ في أثوابِهِ
ليخُطَّ في صفحاتِهِ البيضَاءِ
ويُسطّرَ المجدَ الذي شرُفَتْ بهِ
أم القُرىَ في أعْظمِ الآبْناءِ
ويقولُ للدنيا بأن محمداً
قد جاء مبْعوثاً على السَمْحاءِ
قد جاء بالقرأنِ فيهِ مَواعظٌ
وهُدىً وخيرُ فضيلةٍ وشِفَاءِ
صورٌ البلاغةِ في الكتابِ روائعٌ
مَنْ ذا يُجاريها مِنَ البُلَغاءِ؟
مَنْ ذا يُجاري روعةً قد أذهلَتْ
أهلَ البيانِ وسادةَ الفُصَحاءِ؟
يامَنْ يرى ساداتِ مكةَ في الدُجىَ
تَسري لتسمعَ سيدَ الآمناء
تسري على صمتِ السكونِ بظلمةٍ
أوفي شُعاع الليلةِ القمْراء
تَهوىَ سماعَ الآي في روعاتِها
والمصطفى يتلو بخيرِ أداء
وجَمَتْ.. كأن الطيرَ فوقَ رؤوسِها
وتسمَّرت في قمّةِ الإصْغَاء
سقطتْ بلاغتُهم وذابَ بريقُها
كالملحِ يفقدُ لونَه في المَاءِ
سقطتْ بلاغةُ يَعْربٍ وهي التي
فاقتْ شعوبَ الآرضِ في الآدباء
وهي التي سمعَ الزمانُ لصوتِها
بمحافلِ الدنيا من الخُطباءِ
سقطتْ أمام بلاغةِ النورِ التي
تزهو وتسمو دون أي مِرَاء
شهدَ الوليدُ بأنه يعْلو ولا
يُعلى عليه ويأتِ في العلياء
وبأن أعلاه مليءٌ مثْمرٌ
ويفيضُ أسفلُه بكلِ عَطاءِ
وله من الذوقِ الرفيعِ حلاوةٌ
وطلاوةٌ في رونقٍ وبَهاء
وبأنه قولٌ عظيمٌ لم يكنْ
قولاً لآهلِ النظم والشعراء
هذا هو الوحي الذي شهدتْ له
ساداتُ مكةَ أشهرُ الخُصَماءِ
هذا الذي يَهدي القلوب لربِّها
ولآقومِ الآعمالِوالآشْياء
لو أنزلَ الوحيُ على طَودٍ بَدا
متذللاً مُتصدّعَ الانحاء
هذا كلامُ اللهِ نورُ صدورِنا
وجلاءُ كلِّ رزيةٍ وبَلاْء
الله نزّله وكان منَجّماًً
أثناءّ سيرةِ أعظمِ العُظَماءِ
ليُثبَّتّ اللهُ فؤادَ محمدٍ
ويشرِّعَ الاحكامَ في الغَراء
ولتظهرَ الاحكامُ في أحداثِها
في البأسِ والضراءِ والسراءِ
في كلِّ أياتِ الكتابِ هدايةٌ
وسكينةٌ في أنْفسِ السُعداء
هو رمزنا هوعزّنا هو مجْدنا
هو مِنْ أجلِّ وأعظمِ الآلإ
وهو الصراطَ المستفيمُ إلى الهُدىَ
مَن زاغَ عنه يتيه في الدّهماءِ
ومن اقتدىّ بهُدَاه فاز وأرتقىَ
للمجد.. أرفعَ قمّةٍ شّماء
وبهِ تحققُ أمتي غاياتِها
والنصرُ تُحْرزه على الآعْداء
التعليقات