شكراً تويتر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

:فقد ذكرني تويتر بأشياء نسيتها وعلمني أشياء لم أدرك كنهها:

ذكرني بقول الله جل في علاه (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

ذكرني بقوله تعالى : (ولتعرفنهم في لحن القول)

ذكرني بقوله تعالى: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ)

ذكرني باختيار أطايب الكلم كما يختار أطايب التمر

ذكرني بأن الكلمة ملكي فإذا تكلمت بها ملكتني

ذكرني بأن ليس كل ما يعلم يقال

ذكرني بأن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى والعبرة بالكيف لا بالكم

ذكرني أن الرجل يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً ترفعه في عليين وآخر بكلمة يهوي في جهنم سبعين خريفاً

ذكرني أن بعض الحروف تورد صاحبها الحتوف وأنها أشد فتكاً من السهام والسيوف

ذكرني أن القلوب قدور وأن الألسن مغارفها وكل إناء بما فيه ينضح

ذكرني بأن كل ميسر لما خلق له فمنهم من يغرد بفكر ومنهم من يغرد بكفر فمستقل ومستكثر

ذكرني بقول الأوائل : البلاغة هي الإيجاز وهذا واضح بامتياز

علمني تويتر:

علمني التفكير العميق والتثبت والتدقيق والتحقيق قبل إرسال الكلمة فإنها لن تعود إلى قيام الساعة

علمني ألا أسلم عقلي وقلبي لكل أحد بل أجتهد في اختيار مصدر التلقي فهي قنوات بث مباشر للقلب والفكر

علمني أن زمن المخطوط والمجلد والكتاب والكتيب والمطوية قد ولى ولا يناسب عصر البرغر إلا التويتر

علمني فن الصياغة واصطفاء البضاعة لأمتاع الجماعة واستغلال المساحة في الحدود المتاحة

علمني أننا بالتخلي عن الكماليات في الكلمات وفي جميع المجالات يجعلنا أكثر وضوحا ودقة ومباشرة

علمني أن عجلة الحياة في تسارع شديد وعلي أن أجتهد كي أحصد المزيد من المفيد في كل فن جديد

علمني :
بأن الناس إيمانٌ وكفرٌ == وقومٌ نافقوا في الناس نقمه
وأن البعض هم همجٌ رعاعٌ == وباقي الخلق تخفيف ورحمه

علمني أن العالم لم يعد قرية واحدة بل أصبح غرفة صغيرة بوابتها الكيبورد ومفتاحها (TWEET )

علمني أن لكل حمى حماته وأن الضعيف لا بواكي له…

علمني أن الرجال معادن فباك على حال الأمة يحترق غيرة وآخر لا تتعدى همته حزام بنطاله..

علمني أن لكل مقام مقال ولكل مجال رجال وأن للدين أبطال كالجبال يذودون عنه جهل الجهال وغلو كل عتل غال..

علمني أن الإنسان لايزال مفتوناً بكل جميل، فسمى كليماته تغريدا وهي تسمية جائرة فبعضه يظلم النباح لو شبه به، وبعضه أعذب من دوح بلابل الدنيا وهو ما كان فيه ذكر الله وما والاه..

علمني بل أثبت لي أن دين الله منصور وأن الغلبة له وإن كانت الجلبة لأعداءه، محمد العريفي يتبعه 10573047 شخص كأعلى رقم يصل إليه سعودي وربما عربي حسب علمي، الأمة تريد الدين وأهله والعاقبة للمتقين..

شكرا تويتر

الكاتب : أحمد سالم الشهري