في لغة الحوار .. أنت مدينًا للآخرين بالإنصات والاستماع لهم كما أن العكس واجبٌ تماماً, فإذا رأيت أن الحق معك وأن الصواب حليفك فعليك بالرفق مع ذلك المُختلِف معك, حتى يبقى الحوار على وتيرة واحده, ثم ارتفع به إلى درجة الإثبات بالبراهين والحجج الدامغة بعيداً عن سطوة النفوذ أو جلبة الصوت, وحتى يكون موقفك نقياً من الشوائب التي تُكدر صفو الحوار أو تدعوا إلى الجدل المنبوذ خُلُقاً ودينًا, احذر أن تهبط بالحوار إلى درجة الخِلاف.
***
صاحب الحق ليس بحاجه إلى دراما مؤثره أو إلى سيناريو مدهش لكي يسير الناس معه, لكن صاحب الباطل يعتمد على مثل هذا.. والأحمق الرعديد ولو كان صاحب حق تتبعثر حجته إذا ما أثار حوله الشبهة وأرعد في لهجته وعربد.. الحق يحتاج إلى الهدوء مع بعض الحكمة وشيئًا مِن انتهاز الفُرَص…فقط لا غير.
***
احتقار الآخرين هو خُلُقٌ سقيم, وانتقاد الناجحين تكذيبٌ لليقين, وما رأيت أضل مِن أولئك الذين رأوا الحقائق تجري أمام أعينهم وتمر مر السحاب, ثم تكفر جوارهم بما رأت أعينهم ظُلماًُ وعُدوانا.. (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
***
الانحراف عن الجادة سلوكٌ يبدأ بمعاداة الكائنات, ومن هنا تبدأ العدوانية والكراهية والانتقام وأشكال التشفي خارج أسوار الأخلاق, ولقد رأيت الأخلاق هي الوسيلة الوحيدة والقالب البديع لحَمل الخِطاب المُتبادل بين الإنسان والحيوان وبين المذاهب والأديان وبين الكائنات على الإجْمَال.. كن خَلُوقاً مُهذباً مُستساغاً ولا تكن فظاً غليظاً مُستبعدا.
***
إن المُتدبر في تصريف الله لشؤون المخلوقات والمُتمعن في جريان الحكمة الربانية على الخلائق يرى كل شيءٍ من مخلوقات الله ضرباً من ضروب الإعجاز, هذا إذا سَلِمت الفِطرة من التشويه والانحراف, وإن إطلاق البصر و السمع والفؤاد في أرجاء الكون روعةٌ أخرى وزيادةً مطلوبة لتثبيت أركان الإيمان .. ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) قال الحسن في هذا:” قدَّر الله لكل شيءٍ من خلقه قدره الذي ينبغي له” أليس هذا مُثيراً للدهشة والإهتمام؟ بلا ورَبي.
***
الاختلاف بين العُلماء رحمه.. لكن الخِلاف بين طلبة العلم نقمه وهو تشتيت للاجتماع, وكلما رأيت داعيةً ينتقد داعيةً آخر لذاته قلت في نفسي ليتهم احتكموا إلى مَن هو أعلم منهم؛ ربما أرشدهم إلى الصواب أو هداهم إلى رُشد, إن واجب الدُعاة هو إرشاد الناس وتذكيرهم بالدين, وإظهار الحق على الباطل في قالبٍ دعويٍ مقبول,, اللهم لا تُفرق صَفّنا واجمع كلمتنا على الحق المُبين ولا تجعلنا متفرقين متحزبين (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
***
كثيرون.. أولئك الذين يعشقون بصمت.. لكنهم كثيرون أيضاً أولئك الذين خسروا في عالم العلاقات بسبب صمتهم .. إنها مِن الخسائر التي لا تغفرها الضمائر ولا تنساها القلوب.. بوحوا بمشاعركم في حينها فالصمت يخون أحياناً وليس كما قال كونفوشيوس “الصمت صديق لا يخون أبَدا” صدقوني..لا ثقوا بهذا.
التعليقات