الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

اصحاب الشهادات الوهمية .. لا تفرحوا بما لم تفعلوا – للكاتب أ. مجيب الرحمن العمري

اصحاب الشهادات الوهمية .. لا تفرحوا بما لم تفعلوا – للكاتب أ. مجيب الرحمن العمري

 

عدت بالذاكرة الى عصور تاريخية مشرقة كان فيها علماء المسلمين العظماء يبذلون كل غال ونفيس للسير في الارض نحو طلب العلم فقاموا بالرحلات المختلفة من اجل التأكد من صحة حديث او صحة معلومة وكانوا يتحققون من رواة الحديث وكأنهم يخضعون تلك الاحاديث لمعايير البحث العلمي الحديثة حتى تكون احكامهم دقيقة ومتجردة من أي انفعال شخصي  وما نسميه اليوم بالموضوعية  ، ولو تأملنا التاريخ قليلا لوجدنا تلك النماذج المشرفة  التي برزت في مجال البحوث والدراسات من جابر بن حيان والحسن البصري والفارابي وبن سينا وبن النفيس الذين قدموا للإنسانية نظريات ساهمت في بناء اسسا علمية للعلم الحديث وصنعت حضارة يعلمها القاصي والداني فخدموا العلم والمعرفة ولم يتباهوا ولم يراءوا بل كانوا يقدمون للبشرية عصارة ذلك الفكر ليكون نافذة امل فتحت مجالا واسعا لمزيد من الثراء المعرفي والعلمي الذي حقق المعجزات 
انها مجرد التفاتة الى زمن مشرف علها تشفي جراح ما تمخضت به  هذه الايام من خواء فكري اجوف صار البعض يتبعه ويصدقه ويريد منا ان نصدقه معه  ، فمن المخجل ان تظهر قائمة بأسماء اشخاص حاصلين على شهادات وهمية  بدرجتي  ماجستير ودكتوراه  بطرق لا نعلم مدى صحتها لاسيما ان تلك المراحل المتقدمة تحتاج الى انسان بارع في مجال البحوث العلمية بكل ادواتها حتى تنتج حلولا علمية تفيد المجتمع وترتقى بمستوى التفكير لدى حامل تلك الشهادة ،ومهما كبرت الشهادة ومهما تباهى بها حاملهيا  تضل شهادات وهمية لاتسمن ولا تغني من جوع وقد تصادف ظهور تلك القائمة مع القبض على احد المزورين للشهادات في منطقة القصيم حيث اتضح انه قام بتزوير الاف الشهادات التي استخدمت في الحصول على عدد من الوظائف الرسمية الحكومية  وفي القطاع الخاص ، ومهما يكن فما بني على باطل فهو باطل ايضا ، ونحن نحتاج الى عملية الربط الالكتروني بين كلا من وزارتي التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي وبين وزارة الخدمة المدنية ايضا وهذا الربط يتم فيه التأكد من مصدر الشهادة ومدى مصداقيتها الكترونيا من خلال التأكد من مرجعها الاساس الذي بنيت عليه سواء كان مدرسة او جامعة او معهد.
ومن المثير للدهشة ان نجد من بين اولئك من عمل في مجال الارشاد والتدريب والتوعية والدعوة الى الخير والصلاح والى تطوير الذات  لكننا لا يمكن ان  نقبل براي من سمح لنفسه باستخدام الكذب والتزوير ثم التفاخر  بما لم يفعل  ليكون من الذين يحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا الذين وصفهم الله سبحانه في كتابه الكريم بان ليسوا بمفازة من العذاب .

قال تعالى : 
 ) 
لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *