السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

شهر رمضان ومقاصد الصيام! بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

شهر رمضان ومقاصد الصيام!  بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

 

تجتاح معظم الأُسَر هذه الأيام حُمَّى الشراء لمستلزمات رمضان كما جرت العادة، تسود حالة من التدافع والفوضى في الأسواق، السلوك الصادر عن هؤلاء يُشعرك بحالات الحرب والحصار، تتملكهم حالات الخوف والهلع من نفاذ السلع الغذائية، يحاولون جاهدين ملء سلالهم الغذائية استعداداً لقدوم شهر رمضان المبارك.

يبدو أن مقاصد الصيام ليست في الأذهان، فالإسراف هي السمة السائدة سواءً في زيادة المشتريات، أو عدد وتنوع الأطباق على الموائد، أو كمية الأطعمة المستهلكة، ينتهي بها المطاف عادةً إلى سلة النفايات دون الاستفادة منها لاحقاً.

رمضان كغيره من سائر الشهور، فالسلع تتوفر على مدار العام، وعجلة الحياة والبيع والشراء على مدار الساعة، لا يختلف هذا الشهر عن غيره سوى بأجر الصيام، ومقاصده أكثر من أن تحصى، لعل أحد تلك المقاصد تعزيز الصحة، والإسراف في تناول الطعام يسبب الضرر والأمراض للجسم، هذا يدعونا لنستذكر الحديث النبوي الشريف (ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صُلبه، فإن كان لا مَحالة، فثُلُث لطعامه، وثُلُث لشرابه، وثُلُث لنَفَسَه) حديث حسن.

عندما يأتي رمضان لا تقتصر حالة الاستنفار على زيادة المُشتريات وإعداد الموائد فحسب، بل يتوازى معها أيضاً الفرح والابتهاج بقدومه، كل أطياف المجتمع صغاراً وكباراً يقرأون القرآن، يلتزمون صلاة الجماعة والقيام بالمساجد بكثافة، اللافت للنظر أن موائد الطعام تتناقص نهاية الشهر وهي حالة ايجابية طبيعية، يتناقص معها كذلك أعداد المصلين والعابدين والقارئين، رغم كون النهايات في هذا الشهر تفوق البدايات بالفضل، فالعشر الأواخر يتحرى فيها المسلمون ليلة القدر، هنا علينا أن نُعيد النظر.

في ذات السياق، لا يستشعر بعض الصائمين قيمة الوقت في رمضان، ينتهي شهر الصيام، وتنقضي أيامه ولياليه، دون اغتنام شرف الزمان، إذ يغلب عليهم النوم والكسل ويفوتهم أجر الصيام والقيام، في حين يتسكع آخرون في الأسواق أو على جنبات الشوارع والطرقات، يرمقون الناس بالأبصار، ولا يُعطون الطريق حقه، وقد يُسبِّبون الأذى للعابرين، لا نشك أنهم آثمون.

من أكثر أعمال الخير والبر التي تتكرر في رمضان كل عام فضيلة التكافل الاجتماعي، إذ يسود الكرم والعطاء والإيثار، يُقدِّم فيه الصائم ما تجود به نفسه، حتى الفقراء والمساكين يتسابقون لتقديم ما لديهم من فضل الطعام، يحظى هؤلاء بالإفطار المجاني الجماعي في ساحات المساجد ومَقرَّات إفطار الصائمين، كل ما سبق هي من بركات هذا الشهر وفضائله التي لا تُحصى.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *