حلقة نقاش سوف تعقد بتاريخ 27 فبراير الحالي بعنوان: “مؤشر اللغة العربية: الفكرة، والتحديات، والإنجاز” لعام 2023م، بحضور جمع من خبراء اللغة، وممثلي الجهات المعنية، هذه اللقاءات تٌشير إلى أن اللغة العربية تقع ضمن المستهدفات لتحقيق الرؤية المباركة، وهذا من شأنه تعزيز دور اللغة العربية كأحد العناصر في الهوية الوطنية.
تٌعقد اللقاءات والمؤتمرات والندوات للاحتفاء باللغة العربية بين الفينة والأخرى، يتداول المؤتمريون في تلك اللقاءات فضل اللغة العربية وأهميتها وتاريخ نشأتها، ووضع الأهداف والخطط والأفكار، لا تلبث أن تنتهي تلك اللقاءات دون وجود مُحدِّدات لمشكلاتنا اللغوية وكيفية إيجاد الحلول التطبيقية لهذه المشكلات.
على سبيل المثال وليس الحصر، الاهتمام باللغة العربية في المدارس دون المستوى، في الماضي يدرس الطالب العديد من المقررات الدراسية كـ “النحو، القواعد، الإملاء، الخط، التعبير، النصوص الأدبية”، انتهينا بمقرر مشترك تحت مسمى” لغتي”، لا يفي هذا المقرر بالغرض المقصود من دراسة اللغة العربية.
في الموضوع ذاته، معظم التخصصات العلمية في التعليم العالي بجامعاتنا المحلية جعلت من التدريس باللغات الأجنبية دون العربية هدفاً رئيساً لها في التعليم والتعلم، تشترط اتقان اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة للقبول في الدراسات العليا، رغم وجود التميز لدى الراغبين في إكمال دراساتهم في جوانب أخرى، حتى في التوظيف لا تكاد تجد فرصة وظيفية دون إجراء اختبارات اللغة الإنجليزية التي يٌجريها مركز قياس بنجاح.
في ذات السياق، معظم المؤسسات أو المحلات التجارية التي تنتشر في كل شارع وزاوية في عموم الوطن تتوشَّح بأسماء تجارية بعيدة عن لغتنا العربية، هذا لا يُشجِّع على تَعلُّم وتعليم العربية، سوف تتكرر مثل تلك الأسماء والمسميات على ألسنة الناشئة، وسنجد أنفسنا بعد فترة من الزمن لا نعرف أبجديات لغتنا العربية الأصيلة.
الانتقال من مستوى التنظير الأدبي إلى مستوى التطبيق الفعلي حتى لو كان جزئياً هو الأجدى والأنفع عند الحديث عن اللغة العربية، فالتطبيق بمثابة الهدف المنشود أو المنجز النهائي لمثل تلك اللقاءات أو الندوات، وهذا يتطلب الاستقصاء عبر البحث العلمي المُعمَّق لمشكلات اللغة العربية المعاصرة للوصول للأهداف المرجوة.
التعليقات