تُشكِّل الحوافز التي يحظى بها الأبناء في المنازل أو الطلاب في المدارس طريقاً نحو الدافعية، فهي تدفع العقل للتفكير، والجوارح للحركة، للقيام بالعمل في الاتجاه المرغوب، أياً كان هذا العمل، في كل النشاطات الفكرية والعلمية والرياضية وغيرها.
قيمة الحافز المادية ليست ذات أهمية لدى المستفيد، فقيمته المعنوية تعني له الكثير، لا سيما إذا ارتبط الحافز بغيره، كما لو كان في محفل عام، أو منافسة مع مجموعة الرفاق، أو داخل الفصل أمام الطلاب، ويزيد أثر الحافز إذا ارتبط بمؤثر آخر، كالفوز في المسابقات مثلاً، فعوامل الارتباط تترك أثراً ايجابياً لدى الشخص المُحفَّز أكثر من الحافز نفسه.
في الوسط الرياضي ماذا يستفيد الفريق من كأس قيمته المادية في السوق لا تساوي بضعة ريالات ؟. يشترك في حمله كل الأعضاء، ثم يتركونه على الرف، لا يبقى منه سوى الذكرى، لولا أن عامل الارتباط وهو الفوز أضفى عليه قيمة أخرى تساوي قيمته ذهباً لدى الفريق الفائز.
في المنزل مثلاً يحظى الأبناء بالعطايا والهدايا يمنحها لهم الآباء والأمهات والأقارب بلا مقابل يُقدِّمونه، تدفعهم إلى هذا عاطفة الحب لأبنائهم، مثل تلك العطايا لا تبقى في الذهن كثيراً، يطويها الزمن في غياهب النسيان، كون تلك المنح والهدايا وصلت بلا مقابل، وكل ما يصل إليك بلا تعب لا تشعر بقيمته حتى في الحياة العامة.
الحافز المعنوي أيضاً قد يفوق الحافز المادي أحياناً، فعندما يشكر لك المعلم في الفصل حُسن صنيعك، أو يُثنِي عليك أمام الطلاب بصحة إجابتك، أو يُسنِد عليك مهمة القيام بإدارة الفصل في غيابه –عريفاً -كل تلك المزايا هي حوافز معنوية تترك أثرها في ذهن الطالب وعقله وقلبه طوال حياته.
ما أود قوله، أنَّ الارتباط الشرطي لتقديم الحوافز مطلب، فعندما يشعر الأبناء أن الحافز عزيز لا يأتي بسهولة، ولا يتسنى الوصول إليه إلا ببذل الجهد، فسوف يتولد لدى الشخص المُحفَّز دافعية تتكرر كلما ارتبط الحافز بغيره، فالدافعية للعلم والعمل هي ما تجعل الأبناء لاحقاً يكتسبون القيم والمهارات، ناهيك عن القدرة على التفكير والابتكار والابداع في شَتَّى مناحي الحياة.
ختاماً: رسالة للمعلمين وأولياء الأمور تقديم الحوافز المشروطة، فهي وإن قَلَّت نفعت، ولا تَحقِرنَّ من المعروف شيئاً، فالكلمة الطيبة صدقة، والثناء على الطالب أمام زملائه الطلاب يترك أثراً ايجابياً لا ينساه؛ فالحوافز من المُعزِّزات تُسهم في زيادة التفوق للمجتهد، وبذل الطاقة والاجتهاد للمُقصِّر، فاحرص على أن تكون الحوافز والمُعزِّزات المادية والمعنوية أمام ناظريك بشكل مستمر.
التعليقات