السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

تدوير النفايات وإعادة تصنيعها! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

تدوير النفايات وإعادة تصنيعها! – بقلم الكاتب أ. محمد آل مخزوم

 

تُشكِّل النفايات عبئاً اقتصادياً على الدول، ويقع على البلديات مسؤولية جمع النفايات ونقلها والتخلص منها بالحرق أو الدفن، وتُجنِّد لها الآلاف من عُمَّال النظافة للقيام بهذه المهمة الشاقَّة باعتبار النفايات تتكرر بشكل يومي.

لك أن تتخيل لو حصل عملية إضراب عن العمل لدى عُمَّال النظافة كما يحدث في بعض الدول، ماذا تتوقع أن تكون النتيجة ؟. سوف تنطلق من حاويات النفايات الروائح الكريهة، وتتكاثر الحشرات الضارة كالذباب والبعوض، وتقتات عليها الحيوانات الضالة مسببةً التلوث للشوارع والطرقات، ويزداد التلوث مع زيادة النفايات المكدسة، وتنتشر على أثر ذلك الأمراض بين الناس، وفي نهاية المطاف تصبح البيئة غير صالحة لحياة السكان.

من الأخبار العاجلة خبر يقول كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية عن خطة لتطوير قطاع النفايات في المملكة تتضمن الوصول إلى إعادة تدوير تصل إلى 95 بالمئة بما يسهم في الناتج المحلي بنحو 120 مليار ريال (حوالي 32 مليار دولار)، فضلاً عن تحقيق الاستدامة من خلال إعادة تدوير تصل إلى 100 مليون طن سنويًا، إضافة إلى توفير أكثر من 100 ألف فرصة عمل وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

تُشكِّل النفايات في بعض الدول مثل المانيا مصدر للدخل القومي بعائد مادي يفوق 100 مليار دولار سنوياً من خلال إعادة تدوير النفايات وتصنيعها، حيث يُوفِّر إعادة التصنيع ما يقارب 80% من المادة الخام نظراً لقلة الكلفة الاقتصادية لتلك المنتجات التالفة (بلاستيك، حديد ومعادن، خشب، زجاج، مواد طبية، ورق) الخ.

أصبح الإصحاح البيئي مطلباً مهماً وضرورياً تسعى له المجتمعات الراقية والمتقدمة للوصول لما يسمى بجودة الحياة، ولهذا نجد تسارع الدول بالبحث عن الطرق الحديثة والمبتكرة التي تسهم في التخلص من النفايات أو التقليل من أضرارها أو الاستفادة منها.

قضية مهمة يتطلب المقام التذكير بها تتعلق بالنفايات الورقية التي تتضمن اسم الله أو آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، وكذا بقايا الأطعمة والمشروبات، إذ يلزم وضعها في حاويات مخصوصة والتخلص منها بعيداً عن القاذورات والنفايات الأخرى، ولعل وزارة البلديات هي الأخرى تضطلع بالمسؤولية لتخصيص حاويات من ثلاث منافذ ليتسنى وضع كل صنف من هذه النفايات في المكان المخصص له قبل أن يتم التخلص منها.

في الختام، آن الأوان لوزارة البلديات التفكير جلياً باستخدام حاويات النفايات الذكية التي تعمل بشكل آلي، والتخلص بشكل تدريجي من حاويات النفايات المكشوفة التي تسبب التشوه البصري بما تحويه من نفايات مُكدَّسة داخل الحاويات أو خارجها ينتج عنه التلوث البيئي.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *