السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

لغتنا العربية – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

لغتنا العربية – بقلم الكاتب أ.  صالح حمدان الشهري

 

اللغة العربية  ( لغة القرآن ) ( لغة أهل الجنة ) اكتسبت عظمتها  وخلودها من القرآن الكريم  وتمثل أساسا راسخا في بناء أمتنا وعاملا مهما في بناء هويتنا وانتمائنا، كما أنها دليلنا على فهم القرآن الكريم وفهم الرسالة المحمدية، وهي اللغة التي امتدحها الله  في القرآن الكريم، قال تعالى : ( بلسان عربي مبين )، وقد أصبحت  اللغة السادسة المعتمدة في الأمم المتحدة، وهي تحتل الصد ارة في الشعر والأدب والثقافة والفنون، وتعمق روح التواصل والتسامح والتقارب في المشاعر الإنسانية والفكرية مع العالم بكل أطيافه، ولها القدرة على استيعاب التقنية والتكنولوجيا وما يدور في فلكها، وكما قال الشاعر الكبير حافظ إبراهيم :

وسعت كتاب الله لفظا وغايـــــــــة … وما ضقت عن آي به وعــــظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة … وتنسيــــق أسماء لمخترعـــــات

فيا ويلكم أبلى وتبلى محاسنـــــي … ومنكم وإن عز الـــــدواء أساتي

فلا تكـلوني للزمان فـإننـــــــــي … أخاف عليكم أن تحـــــــين وفاتـي

أرى لرجـال الغرب عزا ومنعــــــــة … وكم عز أقوام بعـــــز لــــــغات

 

اللغة العربية تحظى بالاهتمام العالمي لدورها الكبير في بناء العلاقات الدولية والتواصل المجتمعي، ولهذا فسوف تحتفل الأمم المتحدة  باليوم العالمي لهذه اللغة العربية ، والذي سوف يقام في 18 ديسمبر وهو التاريخ الذي اعتمدته  الجمعية العامة  اللغة العربية  لغة عمل رسمية  لتكون احدى اللغات الست التي تعمل بها الأمم المتحد ة وهي: اللغة العربية والانجليزية والفرنسية والصينية والروسية والاسبانية ،  باعتبار اللغة العربية ركنا من أركان التنوع الثقافي للبشرية وهي إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم إذ يتكلمها أكثر من 400 مليو نسمة  من سكان المعمورة، وقد عقدت عدة مؤتمرات وندوات تعنى باللغة العربية في كل المجالات الثقافية والأدبية والفنية والسياسية والشعرية، ومن يقومون وراء هذه المؤتمرات والندوات ليكون للغة العربية حضورا في كل المناشط الدولية يستحقون أن ترفع لهم الراية البيضاء.

واقع الجامعات والنوادي الأدبية  ووزارة الاعلام وإدارات التعليم داخل الوطن لا نلمس لديهم تفاعل ونشاط  في المجال الثقافي والفكري والفني  والأدبي والشعر الفصيح والشعبي والمسرحي لإثراء اللغة العربية بهذه الأنشطة، وحتى المسابقات الثقافية  واللقاءات الحوارية بين قطبين أو ثلاثة في مجال اللغة والشعر في  الجامعات أو النوادي الأدبية والقنوات التليفزيونية، وأتمنى بل وأرجو أن يكون هناك قناة تليفزيونية للنوادي الأدبية لتنقل للمشاهدين والمتابعين نشاطها الأدبي والثقافي والفكري، بالإضافة الى نقل بعض النشاط الشعري والأدبي والمسرحي في الجامعات والكليات والمعاهد لوجود كوادر فنية وأدبية وشعرية تقدم رؤيا تتفاعل مع استراتيجية التحول، وتعمق لغتنا العربية في أوساط الشباب والمهتمين.

والأشد إيلاما  أنك لا ترى على واجهات المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي وداخل المجمعات التجارية الكبيرة والتي تأخذ مسمى (المولات) أي مكان للغة العربية، وهذا أمر يدعو الأمانات على مستوى الوطن مراعاة غياب اللغة العربية، والأمر ميسور لا يمنع أن تكتب العناوين بلغة أجنبية ولكن لابد من ترجمة هذا العنوان بالعربية لكي نحافظ على الهوية الوطنية، وهناك بعض المطاعم أعلنت على بعض وسائل التواصل الاجتماعي أن اللغة الإنجليزية هي المستخدمة فقط لديهم ، والأمر فيه سعة فالعمال العاملين في هذه المطاعم لا يتكلمون العربية وبالتالي يمكن التخاطب باللغة المطلوبة دون إقصاء اللغة العربية لأنها لغتنا وهويتنا ، والله المستعان.

قبل الختام، اللهم احفظ بلد الحرمين الشريفين قيادة وحكومة وشعبا من كل سوء ومكروه، والحمد لله رب العالمين.

 

 

   

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *