كل بلاد الدنيا حتى الدول الصناعية الكبرى المتقدمة لديها طبقة من الموظفين تدعى “فئة العمال”، تعمل بجد واجتهاد، وتشعر بالرضا الوظيفي، ولديها نقابة أو جهة وسيطة لدى الحكومة تدافع عنها وترعى مصالحها، عدا دول الخليج العربي التي تعتمد اعتماداً كلياً على الوافدين لتيسير شؤون الحياة لكافة أفراد المجتمع.
اللافت للنظر أن بلداً كاليابان يُولِي عُمَّال النظافة اهتماماً يفوق الوصف، قد لا يحظى به المعلم أو الطبيب هناك، ويتقاضى حوافز مالية، وترقيات وظيفية، وإجازات أسبوعية، ويطلق على المسمى الوظيفي لهذه المهنة “مهندس الصحة والنظافة”، وللترشيح على هذه الوظيفة يتطلب إجراء مسابقات واختبارات قياس محددة لاختيار النخبة من المرشحين للعمل في هذه المهنة.
بالعودة للماضي القريب قبل فتح باب الاستقدام للوافدين للعمل في بلادنا ( قبل نصف قرن تقريباً )، كان لدينا الاستطاعة للعمل بأجر أو بدون أجر في شتى المجالات ( الزراعة، الرعي، الحرف اليدوية، البناء بالحجر، حفر الآبار، حمل الأثقال، الخ )، وكان التعاون عنوان تلك المرحلة كنوع من التكافل الاجتماعي.
عندما تغيب الطبقة العاملة سوف نرى المشهد التالي: أكواماً مكدسة من النفايات بالشوارع، حشرات متطايرة، سيارات متوقفة، متاجر ومطاعم ومقاهي مغلقة، مباني غير مكتملة، أدوات كهربائية وصحية منزلية معطلة، أطفال وكبار في السن وعاجزين دون رعاية، باختصار سوف تتوقف كل مناحي الحياة.
تنتشر مراكز التدريب المهنية والمعاهد الصناعية في كل مكان منذ أمد بعيد، احتضنت تلك المعاهد الآلاف من الطلاب في تخصصات عديدة، لكنها عجزت عن توفير عمالة متخصصة من أبناء الوطن للعمل في المجالات الخدمية، أسهم في هذا عدم وجود كادر وظيفي لهذه الفئة في وزارة الموارد البشرية “العمل والخدمة المدنية سابقا”، مروراً بقلة الوعي لدى المجتمع حول ثقافة العيب من العمل بتلك المهن، وانتهاءً بفتح المجال للوافدين الذي ترتب عليه احتكار الفرص الوظيفية.
ختاماً: يتطلب من الجهة ذات الاختصاص إعداد العُدَّة قبل عودة الوافدين فجأة إلى بلادهم لسبب ما، حتى لا تتعطل بنا سبل الحياة، فقد قال الحكماء في أمثالهم “ماحكَّ جلدك مثل ظُفرك…..فتولَّ أنت جميع أمرك.
التعليقات