حثَّ على الزراعة وغرس الأشجار ديننا الإسلامي الحنيف، دلَّ على ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها؛ وفيه دلالة على أهمية الشجرة في حياتنا وتأثيرها الإيجابي على الصحة العامة بتوفير غاز الأكسجين اللازم لبقاء الحياة لكل المخلوقات الحية.
أعلنت السعودية عن خارطة طريق بزراعة 10 مليار شجرة على مرحلتين، وهي مبادرة تبعث البهجة والسرور في النفس البشرية؛ فبالشجرة يكون النماء والبناء، ويتوفر الظل والغذاء، ونستخلص الدواء والكساء.
اللافت للنظر أن معظم المساحات الشاسعة في بلادنا يُشكِّل فيها التصحر والرمال النسبة الأكبر عدا مناطق الاصطياف التي تزدهر بها أشجار العرعر والنباتات البرية اعتماداً على الأمطار الموسمية والتي تعرضت في وقت مضى للاحتطاب الجائر والجفاف مما أدى لتناقص هذه الشجيرات بشكل كبير.
تنهض السياحة ويتوافد السياح من كل أرجاء الدنيا عندما يتوفر الغطاء الأخضر كأحد عوامل الجذب السياحي والتغذية البصرية، وبلادنا حباها الله بكل العوامل المساعدة للنهوض بهذا القطاع الحيوي السياحي الهام كرافد من روافد الاقتصاد، حيث التنوع في المناخ والتضاريس، فالجبال والتلال والسهول والسواحل والكثبان الرملية سوف توفر للسائحين مجالاً خصباً لممارسة الهوايات المختلفة، واكتساب ثقافات جديدة سوف ينقلها السائح إلى بلاده لتعريف الآخرين بها، فقد حبا الله سكان هذه البلاد بكرم الضيافة ولطف المعاملة النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف.
بالرغم من التكاليف المادية الباهضة في مشروع هائل كهذه المبادرة التي تستلزم توفير المياه العذبة الكافية للري، وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة للرعاية والاهتمام بالأشجار فترة طويلة من الزمن، إلا أن النتيجة المتوقعة من مشروع كهذا في المستقبل يفوق الانفاق على إنشائه كونه يستهدف جودة الحياة للسكان، وجذب السائحين، وتوفير بيئة خصبة لنمو وتكاثر الحيوانات والطيور البرية التي سوف تدعم السياحة الاستكشافية في البراري بشكل عام.
خاتمة المقال: لا تقتصر زراعة الشجرة على القطاعات الحكومية التي تستهدف زراعة الأشجار البرية كون المسؤولية مشتركة، فلنعد إلى حقولنا ومزارعنا ولننهض سوياً بالزراعة من خلال حفر الآبار، واستصلاح الأراضي البور، وحرث الأرض وزراعتها بالمحاصيل الزراعية، ومن لم يجد الأرض فليغرس أمام منزله شجرة يستظل بظلها ويأكل من ثمرها عندما تثمر انطلاقاً من المبدأ المعروف زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون.
التعليقات