رحلة سنوية لمجموعة من أبناء الوطن الغالي من كل أرجائه من البادية والحاضرة ومن القرى والهجر انصهروا في إحدى الكليات الأمنيــــــة لمدة تجاوزت الثلاث سنوات، ثم انطلقوا في خدمة الوطن كل في مجال معين وحصلوا على الدورات التأهيليــــة ليمارسوا دورهم كل في وحدته أو إدارته وبلغوا أعلى المناصب والوظائف بكفاءة واقتدار، وواصلوا الخدمة على الحدود وفي الثغور وفي البر والجــــو وامتدت بهم خدمـــــــة الوطن لأكثر من (35) عاما من العطاء والتضحية والفداء وحلقة الوصل لم تنقطع، ولكن بعد التقاعد التم الشمل وزادت المحبة والألفـة لنعيش حالة من المتعة مع الذكريات حلوها ومرها لأن بيئة العمل لاتصفوا لأنها أفعل ولا تفعل حتى أصبحت من أجمل مراحل العمر وكل له ذكرياته إلا أن بعض الزملاء الأعزاء في داخله بعض من الشقاوة و(الشيطنة) كما يقال وكان يدفع الثمن فورا ويتلقى الأمر بكل الاحترام وكـــــانت معظمها في مراحل التدريب في الكلية أو في ميادين التدريب، وخلقت بعض هذه المواقف كثيرا من السعادة والمتعة، وكان على رأس هذه المجموعـــــة أبو نواف والذي نذر نفسة لخدمة هذه المجموعة في إدامة التواصل والاجتماع سنويا في كل منطقة من مناطق المملكة الحبيبـة ليستمر اللقاء ليومين أو ثلاثة، وفي كل رحلة تتجلى فيها روح المحبة والمودة، حتى إن هذه العلاقة تجاوزت حدود الزمالة الى صداقة حميمية، والصديــــق ورد ذكره في القرآن الكريم بأنه يدخل في خانة القرابة.
رحلة الطائف كانت بمبادرة من أبي نايف أحد الزملاء الفضلاء في المنطقة الغربية والتي امتدت للفترة من 29/2 الى1/3/ 1445 هـ ولـــــن أدخل في التفاصيل لكن لابد من ذكر بعض الوقفات ومن أهم هذه الوقفات التي لا تنسى مع أحد الزملاء الأجلاء الفضلاء إنه الزميل العزيز أبا ماجد والذي استضافنا في منزله العامر بمدينة الورود والزهور الطائف الحبيبة وقد بالغ في إكرامنا من لحظة الاستقبال بالترحيب والابتسامـــة التي تعبر بصدق عن عمق المحبة والحفاوة وصدق المشاعر، وكان العود الأزرق يخيم على المكان في مجلسه العامر وكان أبناؤه وقرابتــــــــه يحفون بنا بمشاعر الاحترام والتقدير وكانت الابتسامة لا تنقطع عن محياهم وهو حال مضيّفنا أمدّ الله في عمره وزاده من فضله ومن حفاوته، إنه كان في مجلسه يحيي كل واحد منا باسمه ويذكر بعض صفاته الجميلة وبعض شقا وته في الكليـــة أو في ميادين التدريب بما فيـــــــها من الطرافة والمتعة، وقد أضفى على المكان جو من السعادة والبهجة ، وكانت مائدة العشاء تفوح بالكرم والمحبة واللطف والحفاوة وليس بغريب على أبي ماجد فمنزله مدهال للزملاء والضيوف وهو بحق شخص مفعم بالتواضع ونبل الأخلاق والكرم والطيبة وفقه الله، فلـــه مني وكـــــــل الزملاء كل الشكر والتقدير والامتنان.
واستكمالا لهذه الرحلة الجميلة ودّعنا أبا ماجد بما يستحق من الثناء والشكر والتقدير وكان بوده لو تطول الإقامة في منزله العامر، وكـــــــانت الأمسية الرئيسية في منتزه الهدا في مجمع الكمال لصناعة عطر الورد ولقد أحاطنا الأستاذ خالد كمال بالحفاوة وحسن الاستقبال، وقــــــــد أعدّ برنامج تلك الأمسية بعناية، وكان الفضل بعد الله لزميلنا العزيز أبي نايف وفقه الله، وقد تضمن هذا البرنامج وجبة سريعة تقدم قبل وجبــــــــة العشاء تسمى ( الملّه ) من صناعة مجمع كمال لصناعة الورد، ثم توالت فقرات البرنامج بداية من اللعب الطائفـي (المجرور) ثم ألــــــــوان من الفنون الشعبية من كل منا طق المملكة الحبيبة، وقد تخللها أنواع من المجسات من فنون أهل مكـــــــة الطيبين بالإضافة الى بعض الفكاهــــــــة والطرافة من بعض الزملاء، وقد اختتمت هذه الأمسية بالعرضة السعودية، ثم كانت وجبــــة العشاء وكانت كما يقال (ختامها مسك)، وقد تبادلنا التحايا وعبارات الوداع بما تحمله من لوعة الوداع، لكن اللقاء سيكون قريبا بإذن الله تعالى في موعده المحدد في محافظة تبوك الحبيبــــة إن شاء الله، وقبل الختام اسأل الله أن يشفي زميلينا العزيزين على قلوبنا جميعا (ناصر وسعود) ودمتم أيها الأحبة بألف خير.
التعليقات