كل شعوب العالم تفتخر بهويتها الوطنية في العقيدة، واللغة، والزي الوطني، والعادات، والتقاليد، وتبرز هذه الهوية بشكل لافت عند حضور المناسبات، أو عند السفر للعمل أو السياحة، لنقل صورة حضارية للآخر تعبيراً عن الافتخار بهذه الهوية، حتى وإن خالفت الذوق العام لدى الشعوب الأخرى.
الافتخار بهذه الهوية مدعاة للاحترام والتقدير، وإن كانت جزء من العادات التي تناقلتها الأجيال بالتوارث، إلا أن المحافظة على هذه الهوية يعطيك انطباع أن هذه الشعوب يصعب اختراقها، أو التأثير عليها، أو النيل منها بكل النواحي عقائدياً أو فكرياً أو حتى باستخدام القوة.
في المجتمع الخليجي على وجه الخصوص تغيرت تلك الهوية في الزي الوطني، فلا وجود لهذا الزي في الحياة العامة إلا عند حلول المناسبات الاجتماعية والأعياد، وما عدا ذلك نجد كل أشكال الأزياء التي لا تتناسب مع العادات والتقاليد الاجتماعية.
الأزياء والملابس التي نرتديها لا تعني مرتديها فحسب كقضية الطعام والشراب، إنما لها علاقة بالذوق العام، فالإنسان كائن اجتماعي يؤثر ويتأثر بما حوله، وهذا ما يعطيك القيمة والاحترام والهيبة بقدر احترامك لهويتك من خلال شكل ونظافة الزي الذي ترتديه.
اللافت للنظر أن كل الوافدين من العرب وغيرهم القادمين لبلادنا للعمل أو السياحة أو للحج والعمرة لا تجد منهم من يستبدل زيه الوطني بغيره، سواءً كان مقيماً في بلده أو مهاجراً لبلد آخر، عدا الشعب الخليجي الذي طالته لوثة التغريب في كل شؤون حياته في المطعم والمشرب والزي والطباع واللغة، ليس فقط عندما يتهيأ للسفر، بل في أي مكان يكون وجوده في حله وترحاله وعند سفره وإقامته.
ما أود قوله، إن الاقتداء بالآخرين في جوانب القوة والعزة والتمكين مطلب مهم تسعى له كل أمم الأرض، باعتباره تأثير إيجابي نابع من فكرة الانتفاع بما لديهم بكل الطرق والوسائل لبلوغ الأهداف المرجوة في العلم والمعرفة بشتى المجالات، دون أن يطال هذا التغيير الهوية الوطنية الذي يشير إلى الضعف والهوان للأمة، مع أنه لدينا ما نستطيع تصديره للآخرين سيما في منظومة القيم والأخلاق بدلاً من استيرادها لو كان لدينا الحد الأدنى من الاعتزاز بهذه الهوية في بلادنا.
خاتمة القول: هذه دعوة للجهات المختصة بتوسيع دائرة المخالفات للذوق العام لتشمل كل شخص يرتدي الملابس الخادشة للحياء والقصيرة والشفافة والمزركشة أو تتضمن عبارات غير ملائمة لكلا الجنسين حتى لا يتعود الناشئة على الانحلال التدريجي من القيم والعادات والتقاليد التي تناسب مجتمعاتنا الإسلامية وقيمنا الاجتماعية الأصيلة.
التعليقات