إن كنت تبحث عن الإنسان والجمال فلا اعتقد أن بوصلتك ستتجه إلى غير النماص. فللعام الثاني على التوالي أقوم بزيارتها فلا أجد سوى الجمال الذي ينبعث من طرقاتها ومزارعها ومنتزهاتها. لا أجد سوى نفحة عطر وتغريد طير وسحرٌ أخّاذ يأخذ بمجامع قلبي فيطير بي في دنيا الافتتان بها. فلله درها كم هي فاتنة في أجوائها الجميلة وأمطارها الغزيرة وخضرة أراضيها.
أنا المتيم بحبها وجمالها وإنسانها الذي لاتراه إلا متمثلاً بأجمل معاني الكرم وأبهى معاني الوفاء. إنسانها الطيب الودود بما يمتلكه من روحٍ عظيمة ونفسٍ سامية وعزيمة قوية ألانت له الشدائد والصعاب. فانطلق محلقاً في فيافيها ودروبها يزرع أمنياته ويسقي حقل أحلامه ليراه فيما بعد وقد أزهر حباً وعطاءً ووفاءً لتلك الأرض التي منحته الكثير والكثير.
من لي بغير النماص يعيد ترميم ما تصدع من مشاعري وما ذبُل من احاسيسي الظامئة للجمال والحب. نسمات النماص ليست كباقي النسمات. وطيب هواها يدخل القلب بلا استئذان. وعند ذلك لا تسأل عما يحدثه في حنايا الروح وزوايا الوجدان. هي النماص بحلتها القشيبة وثوبها البديع. قد أينعت ازهارها وطابت ثمارها وأشرقت حقولها.
هي النماص عنوان الحب والجمال والطيبة والإنسان. هي من فتنت قلبي وعيني بحسنها وبهائها الذي طغى على كل حسن. فلم يدع لي مقالاً ولا كلمة عابرة في دنيا الجمال إلا واستحضرتها بل وحلقت عالياً في سمائها. أنظر إليها في الصباح فلا أرى سوى الوداعة والهدوء وطيف واسع من التأملات. أتأمل غروب شمسها بقلب المحب المتيم المفتون بجمالها. فما أن تتراقص أشعة الشمس الذهبية نحو الغروب إلا وتشكل لوحة بديعة. اخرست اللسان وشلّت القلم وأذهلت الأحاسيس.
بينما تغيب المشاعر في عالم سحري لا يحده حدود. في نهارها إشراقة مميزة. وفي ليلها ديوانٌ من الشعر يسرج ألفاظه في عالم الحرف والكلمة. علّه يجد ما يليق بحسنها وجمالها. وحين تتجول في شعابها ووديانها وحدائقها فأعلم أنك إنما ترمق بنظرك لوحة زاهية وجميلة لتلك الفاتنة. التي تنام على فراش الطبيعة الوثير وتلتحف نسمات الربيع الرائعة.
لقد حُق للباحثين عن الجمال أن يجعلوها قبلة لهم. يميلون إليها في كل حين. وما حيلة المحب سوى نثر أشواقه وقراءة مشاعره وتقليب ألبوم صوره وجميل ذكرياته. ليتسنى له أن يستودعه شيئاً من جمالها الفاتن. وها أنا اليوم أزور النماص للعام الثاني توالياً ولم أشبع من رونقها وروعتها التي أراها في كل ما يقابلني فيها. وكيف لي أن اصف مشاعري التي تخونني كثيرًا نحوها؟
كيف لي أن أغفو على وسادة الأيام دون أن تشاركني روعة أحلامي وجميل ذكرياتي. في النماص ثمة سر لم استطع أن اتبين ملامحه ولا أن اقرأ شيئاً من تفاصيله. فهو دوماً مُغلف بغموضٍ جميل وأشياء لم يتمكن قلبي من الإحاطة بها. هي النماص عروس الجنوب الفاتنة التي تتزين على الدوام لمحبيها. لتريهم أي مقدار من الجمال تحمله؟ بل أي معناً للانسان الذي يسكن بيوتها ويسير فوق طرقاتها؟
هنيئاً لكم أهل النماص ذلك الجمال الساحر. هنيىاً لكم تلك المناظر الخلابة والسهول الممتدة والشلالات المتدفقة. هنيئاً لكم تلك القلوب العظيمة والمشاعر المتدفقة عبر ابتسامتكم المشرقة وعطائكم المميز وعزيمتكم الجبارة. هنيئا لكم فأنتم تنهلون على الدوام من مدرسة الجمال وتديمون قرائته من كتاب الطبيعة الساحرة. تعلق قلبي بجمال النماص وإنسانها الطيب.
لقد عشقت جمالها حتى خالط شغاف قلبي وصار يتراءى لي كل حين في اليقظة والمنام. بل هو قابع في حنايا روحي ودهاليز نفسي ودوحة قلبي. ماذا فعلتم بقلبي أهل النماص؟ هل تُراكم أخذتم قطعة من روحي فصارت رهينة لديكم؟ أم تُراكم سقيتم حب مدينتكم لعروقي الظامئة للجمال والحب؟ لقد وجدت الجمال على حقيقته في طبيعتها الساحرة وأجوائها الرائعة وفي إنسانها الشهم المحب.
بما يمثله من طيبة ومشاعر صادقة. فشكراً لكم من القلب أهل النماص واسعدكم الله دائماً وافرح قلوبكم بما تحبون. كلمة شكرًا لكم لا تفيكم حقكم ولكنها جُهد المقل. الذي أحب محافظتكم الغالية وأحبكم أيضًا. شكراً لكل لمسة وفاء قمتم وتقومون بها.
شكراً لكل تعامل رائع قدمتموه ولكل كلمة ثناء بُحتم بها ولكل همسة إنسانية أفضتم بها ولا عجب في ذلك فأنتم أهل الكرم والطيب والتعامل الراقي. ادعوا الله جلت قدرته أن يديم عليكم نعمه. وأن يسبغ عليكم وافر النعم. وختاماً تقبلو أطيب تحياتي.
محب النماص / هذلول حسين الهذلول
التعليقات