الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

بشوت التخرج وحلم جديد – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

بشوت التخرج وحلم جديد – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري

من قبعة التخرج و عباءة الخريج
و اسم الخريج والعام الذي تخرج فيه
طُرز وكُتب ذلك بخط ذهبي كاحلام تلك الامهات
وأولئك الاباء ، احلام عانقت السماء
فمنذ الطفولة تنسج الام احلامها وهي ترى حلما ابنها وابنتها على منصات التتويج،
يمضون مرفوعي الرأس يتباهون بقطف ثمار اينعت وحان خراجها، واوشك ينعها في الحصول،
في كواليس حفلات التخرج
تركض الأم وترتب الطلبات والادوات التي ستقدمها في حفلة ابنها او ابنتها ،، تنادي الأب : يافلان الحفلة بعد اسبوع ،
يجب أن نسرع، ونحضر الهدايا والطلبات، الجميع يتأهب
وحتى الطفل الصغير ينظر اليهم بفرح،
اسرعوا بعد ساعتين يبدأ الحفل ،
حشود وتجمعات وامير المنطقة سيحضر بعد قليل،
ما اجمل هذه اللحظات والتسارعات ، يجلس الجميع تصطف المقاعد
في المقعد الخلفي ، تجلس الأم وقد وضعت كفها على كتف زوجها تشده تارة وتتركه تارة، وما لبثت ان عادت بذاكرتها للوراء
حين كانت وصويحباتها يركبن الباص وينزلهن في اعلى الجبل ليكملن مشياً على الاقدام إلى بيوتهن ،
لمع في عينيها فرحتها عندما تخرجت من الثانوية العامة وكان اسمها قد أعلن في جريدة الرياض ضمن خريجات الثانوية العامة ، كما جرت العادة في تلك الايام ،
ذات يوم قال والدي لاختي الكبرى وهو يستمع لاسماء الخريجات في الإذاعة ، في حقبة اقدم بكثير :
قال( والله ان ودي انك معهم واذبح لك خروفين)
السلام الملكي ،
قطعت انغام الموسيقى تفكير ام الخريج
وانطلقت فقرات الحفل ،
واعلنت اسماء المتميزون،
وغادر امير الحفل المكان وامتلأت الدنيا بعبارات التهاني والتبريكات ،
والأحضان والقبلات، واخذت اللقطات والصور الجماعية والفردية،
والورود تملأ الاماكن وتفوح روائحها الزكية،
ولكن ،،
في زاوية في القلب ، قلب ذلك الخريج ، أنات وأنات
بعد كل ابتسامة
يتوقف ويسأل نفسه
أين سأجد وظيفة
هل ساقبع في سيارات الأجرة اجير لدى شركات اوبر واخواتها،
متى سأُساعد والدي في مصاريف البيت
متى اجمع مصاريف زواجي
متى اقدم لامي الهدية التي تعبر لها عن حبي وامتناني
متى اقدم لابي هدية قيمة اقدمها له وانا اشعر بالفخر
نعم اليوم انا ناجح وخريج لكن،
هل ساظل في البيت عام اخر أو عامين ……
هل وهل وهل وهل ،وهل ، انها هلهلات كثيرة،
دارت بخلد ذلك الخريّج !!
الذي وقعت من على رأسه عمامته او غترته،
ودخل البيت، ورمى نفسه في سريره،
منهياً يوم جميل بهيّ مضني للجميع،
وهو يقول يارب ،
لي امنيات ورغبات
وامي وابي لهم علي جمائل واعطيات
اتراني ساطيل المقام بين صوارع السرير، واركان المنزل،
احيك احلامي من جديد،
اما ماحاكته امي فقد تحقق
فهل اجعل امي تحيك لي الحلم القادم
ام ابرهن لها انني من يصنع تلك الاحلام بنفسي،
واخلد الى النوم،
وفجأة ،
واذا بمؤذن الحي يكبّر،
اسرع فارسنا متثاقلاً إلى المسجد ، وهو يسمع قول الله
تعالى ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
وسريّ عن وجهه بسماع وعد الله،
*اضاءة
في كل وشاح دمعات أم واحلام أب.. وعرق شاب ،
فرجاءً يامن اعطاكم الله من فضله ،
تذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ.)

*ومضة/
قدموا للشباب الحبل حتى يحتطبوا.
دمتم بخير

 

التعليقات

تعليق واحد على "بشوت التخرج وحلم جديد – بقلم الكاتبة أ. قبلة العمري"

  1. لافُضَّ فُوك ياأم عبد الرحمن كلام رائع كروعة صاحبته 👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *