من يتصف بالنرجسية تجد لديه حب الذات فوق العادة، يردد كلمة “أنا” في المجلس الواحد أكثر من مرة، يحب الإطراء فوق الوصف، يقاطع كثيراً، يحب أن يكون محور الحديث من قبل الآخرين، أو يكون هو المتحدث الوحيد.
ومن صفاته، لا يرى الناس شيئاً، يشعر بالزهو والفخر، قد تسمع منه حديثاً بأنه من أحفاد السلف والصحابة، أو من سلالة النسب النبوي الشريف، يرفع الصوت فوق العادة، يهتم بشكله وجماله، يرفع رأسه شامخاً، يحب القيادة والسيطرة بدون مؤهلات، ويشعر من داخله بأنه الأفضل على الإطلاق.
مثل هؤلاء تجدهم في الحياة العملية، أو الاجتماعية، أو الأسرية، أو العائلية، سلاحه لسانه، قد يصدر منه صور عديدة من الأذى، يقلل من انجازاتك، ويحطم معنوياتك، يكثر من الخطأ المقصود في حديثه، يحاول استفزازك، يعتمد على ردة فعلك، يلتقط بعض المفردات الصادرة من حديثك عندما تدافع عن نفسك ويعمل على البناء عليها بهدف التقليل من شأنك، يصطاد في الماء العكر، وقد يتسلق على أكتاف الآخرين للوصول للمكانة الاجتماعية التي لا يستحقها على حساب غيره ولسان حاله ومقاله” أنا ومن بعدي الطوفان”.
في تراثنا الإسلامي الشخص النرجسي تعني المتكبر، وهي صفة اتصف بها ابليس بامتناعه عن السجود لآدم بقوله “أنا خيرٌ منه”، وفرعون بقوله” أليس لي ملك مصر” وقارون بقوله “إنما أوتيته على علم عندي” يعني المال؛ فلا ينبغي بحال أن يتصف بهذه الصفة سوى الله الذي له كل صفات الكمال، وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى” العز إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني بشيء منهما عذبته”.
ختاماً: لا يستحق من يتصف بالكبرياء والنرجسية أن تسمع حديثه، ولا الجلوس معه، ولا الاطراء في حقه، فالتجاهل له من أكبر طرق العلاج، حتى لا يتمادى في غيه وطغيانه، ومن الرزايا أن تبتلى به في العمل رئيساً كان أو مرؤوساً، فلا تصاحبه، ولا تقتدي به في سلوكه وإن أعجبك شكله ومقاله، وأسأل الله السلامة منه ومن أمثاله.
التعليقات