من خلال متابعة بعض المسلسلات الرمضانية نجد أن المحتوى لا يملك فكرا يعالج قضايا اجتماعية ويصحح بعض المفاهيم الخاطئة إن وجدت ولا تستطيع أن تخرج من أي مسلسل بمشهد أو موقف فيه فائدة علمية أو فكرية أو اجتماعية، الممثلون يظهرون بأشكال أقرب ما تكون الى ( كاريكاتورية ) لم تتضمن أي مظهر من مظاهر رمضان وقدسيته واختيار الجمل التي تحترم فيها خصوصية الصائمين وتبحث في القضايا الاجتماعية وتقديمها في مشاهد ومواقف رمزية يستطيع المتابع أن يجد ضالته في هذه الصور الاجتماعية المقدمة بشكل يحترم فيها عقل المشاهد.
يتعمد كتاب النصوص للمسلسلات الرمضانية جلد الذات وإسقاط هيبة الرجل، والمخرج بكل أسف لم يقدم شخصيات الممثلين بمظهر يعبر عن أصالة البلد وتاريخه مما دفع بهم الظهور بأشكال تبعث على الملل كأنهم في ديوانياتهم ويتحدثون بلغة ركيكة، الحقيقة لم أشاهد مشاهد تمثيلية جادة تعبر عن أصالة المجتمع وعمقه التاريخي والثقافي والإنساني وتقدم نقدا أو نصحا تلميحا أو تصريحا يبعث على الرضى والإعجاب.
وظاهرة التقليد التي بدأت تتصدر الإعلام وهو تقمص بعض الشخصيات العامة وهو أمر يدعو الى الدهشة وربما الصدمة، والسؤال الذي يطرح نفسه هل جفت العقول والأقلام لتقدم أعمالا تلفزيونية تتماشى مع المرحلة التي نعيشها مع المحافظة على الشخصية السعودية الاعتبارية ؟!! واعتقد جازما أن ظاهرة التقليد نتيجة للخواء الفكري لدى كتابنا ومفكرينا، وربما نلتمس للممثل العذر إذا لم يجد النص المكتوب الذي يساعد على ملء فراغه بشيء مفيد..
هذا التقليد الذي يقدمه بعض الممثلين وسيلة سهلة لعدم وجود شيئا مكتوبا يقدم فكرا وثقافة ومعلومة يمكن الرجوع إليه لتقديمة في صور تمثيلية بدلا من تقمص هذه الشخصية الاعتبارية التي لا تضيف شيئا للمشاهد بل ربما تجرح مشاعر أولئك وقد تسيء لهم، ولعل الدافع لتقمص بعض الشخصيات عدم وجود نصوص مكتوبة تحقق لممثل طموحه ليبقى له حضور على الشاشة، ومن الإسقاطات أن يتقمص بعض الممثلين المرموقين شخصية إحدى المطربات في تمايلها وتكسرها وهذا يتنافى مع شخصية الرجل وتكوينه.
أتمنى على وزارة الإعلام أن تضع خطوطا عريضة تقيم من خلالها المسلسلات الرمضانية تحديدا حتى لا تكون الفضائية مكانا خصبا لكل المسلسلات الرديئة وما تسببه من آثار اجتماعية لا تتناسب مع شهر الصيام المبارك ومع المجتمع السعودي تحديدا.
وقبل الختام أتقدم بمقترح على وزارة الإعلام أن تقدم جائزة لأفضل نص مكتوب وأفضل مسلسل تليفزيوني يحمل فكرا ورسالة لكل الأسر والمجتمع لخلق منافسة للإبداع والتميز، وكل عام والوطن بألف خير.
التعليقات