الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

تجويد السلوك – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

تجويد السلوك – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

يقول أبو العلاء المعري: وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه .. يتفاوت السلوك بين أفراد المجتمع انطلاقا من دور الأسرة ثم القبيلة وانتمائهم لمناطقهم وانضباط المجتمع، والتمسك بقيم المجتمع في المظهر كاختيار الزي الذي يتناسب مع تاريخنا وتراثنا ويقول الشافعي:

حسن ثيابك ما استعطت فإنــــها .. زين الرجال بها تعز وتكرما
ودع التخشن في الثياب تواضعا .. فالله يعلـم ما تستّر وتكتــــم
فخسيس ثوبك لا يزيدك رفعـــة .. عند الإله وأنت عبد مجـــرم
ونفيس ثوبك لا يضرك بعدمــا ..  تخشى الإله وتتقي ما يحـرم

والثوب والغترة والعقال والعمامة شعار وطني لكل أبناء الوطن، وهو يعبر عن عراقة الأمة وانتمائها وعلاقة الأسرة والقبيلة، وتؤكد كل هذه المعطيات على المحافظة على احترام القيم والفضيلة، وقد أصبح الثوب عند الشباب من الماضي فترى الغالبية بالبنطال الطويل أو القصير، والقميص والفنيلة وعليها كتابات وشعارات تتنافى مع قيمنا وأخلاقنا، ومن الملاحظ أن الاحترام بين فئات المجتمع بكل أطيافه بدأ يضعف والأشد إيلاما تدني مستوى الاحترام بين الكبير والصغير والأبناء للآباء والأقرباء كالعم والخال..

وأصبح الشباب يتقدمون الكبار في صدارة المجالس والديوانيات، ولا يحسنون استقبال الضيوف بالترحيب وصب القهوة وتقديم دخون العود كعرف اجتماعي محمود توارثناه. صبّ القهوة للضيوف والترحيب بهم أصبح يشكل هاجسا مؤلما عند رب الأسرة، وقد فقدت المجالس خصوصيتها؛ لأن ( القهوجية ) عمالة وافدة احتلوا مكانة الأبناء وشباب الأسرة. ومن المفارقات أن ( القهوجية ) يديرون الدخون والقهوة والشاي ربما في مكاتب الوزراء والمدراء والمشايخ..

وأصبح الهاجس الأمني يؤرق الأجهزة الأمنية ( فالقهوجية ) لهم القدرة على نقل المعلومة في يسر وسهولة ربما لغياب الرقيب وتغليب الثقة في هذه العمالة، والأمر يستدعي أخذ الحيطة والحذر. أما المعلم فأصبح أمام المجتمع وطلابه إنسان عادي إن دخل الفصل فلا ينهض الطلاب، وإن دخل المجلس فلا يوسع له في المكان وهو من يستحق أن يكون في الصدارة، وكما قال شوقي :

قم للمعلم وفّه التبجيـــــــــــــــلا .. كاد المعلم أن يكون رســـولا
أعلـــمت أشرف أو أجل من الذي .. يبني وينشئ أنفسا وعقولا

وإن مرّ في الطريق فلا يوسع له الطريق، واذكر من باب الاستشهاد أن طلبة العلم في القرون الماضية كانوا يتسابقون أيهم يقدم الحذاء لمعلمهم تقديرا وتعظيما لعلمه وفضله، فهومن علم الأجيال حب الوطن وروح الانتماء وهم قادة المستقبل وحملة راية العلم والمعرفة. ومما يبعث على الدهشة بعض الفتيات اللواتي لم يكتفين بخلع الحجاب بل قمن برفع الصوت في المقاهي والتجمعات، أما ( القزع ) فبدأ يغزو شبابنا في تقليعات أقل ما يقال عنها ( أنها مقزّزة )، والمسؤولية تقع على البيوت وعلى المجتمع والإعلام، أيها السادة والسيدات الأمر يستدعي تجويد سلوكيات شبابنا , والله المستعان.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *