الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

سنين من الصخب – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

سنين من الصخب – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

في سعي الإنسان لتوفير سبل الراحة لنفسه وإسعاد من حوله تم اختراع العديد من المخترعات لتحقيق ذلك، وكان له ما أراد فقد نتج عن سعيه وجلبته الحصول على كثير من الوسائل الرائعة التي جعلت حياته أكثر راحة وأكثر فائدية، لكن مع كل هذا التقدم الرائع والحياة المترفة، كان هناك ضريبة لابد بد من دفعها لقاء تلك الحياة، ألا وهو الصخب والجلبة التي تنتج عن تلك المخترعات والتي لا يسلم منها شخص وربما تطور الأمر فتحول الى مشكلة صحية أو نفسية. إضافة إلى كون جل تلك المخترعات كانت بأيدي أمم غيرنا، يعني ربما نصحو يوما فلا نستطيع أو نجد شيئا من ذلك، بسبب إغلاق تلك الأمم لـ” الحنفية” .

هذا الصخب الناتج عن تلك المخترعات، يوازيه صخب آخر عانى منه الكثير في بلادنا بشكل خاص والعالم أجمع، وكان ضجيجه وصخبه أعلى وآثارة مدمرة ولا يزال العالم يعاني آثاره حتى اللحظة. هذا الصخب عشته آواخر الثمانينات وفترة التسعينات ولا يزال صدى ذاك الصخب يتردد في خلفية انتباهي. إنه زمن الحرمان والتحريم زمن الصياح والنياح زمن لم يكن يحمل أي رسالة هادفة عدا البكائيات وتقطيب الحاجبين وتطويل اللحى وتقصير الثياب، والبكاء على الماضي.

كل شيء جديد مهما كان صغيرا كان يخضع لمقصلة الجواز والحرمة، متناسين أن الأصل في الأشياء الحل ما لم يرد النص بالتحريم. لم نستمتع من حياتنا بالشيء الكثير، توقفت التنمية وأخرست الألسن ووقف ذلك الصخب عائقا أمام تقديم أي رؤا ملهمة، كان الكثير يخشى إن تكلم أن يوصم بأقذع الصفات وربما اتهم بالزندقة والإنحراف والعلمانية والتبعية… الخ، عبارات ذلك القاموس المرعب. وقد يتحول الأمر فيصل إلى الاعتداء الجسدي أو إلى القتل في بعض الأحيان، والشواهد على ذلك كثيرة وموثقة.

انغلقت البلاد وأغلقت العقول وأصبح ذلك الصخب هو الشيء الثابت في حياتنا خلال تلك الفترة مما جعلنا نعيش حالة من التخلف والإنكسار حتى وصلنا لحالة يرثى لها تؤلم كل غيور وتفرح كل وصولي منتفع من ذلك الصخب الذي وقف حجر عثرة أمام كل مبادرة للخروج من ذلك النفق المظلم. وأصبحنا عالة على الأمم، وكل ذلك بسبب الصخب الرافض لأي تطور وحياة كريمة، لم يسلم من ذلك الأمر كبير ولا صغير ذكر ولا أنثى عالم ولا جاهل، الجميع أصبحوا داخل ذلك الصخب عن وعي ذاتي أو دون وعي، أصبحنا نشك حتى في أنفسنا حتى وصل بنا الحال أن نتساءل: أين نحن؟ هل نحن في بلد التوحيد بلد المحبة والعادات الرفيعة، بلد الجود والكرم، استمرينا في المعاناة فترة ليست باليسيرة، وكان الأمل يحدو من سلم من آثار ذلك الصخب بملهم يخلص البلاد والعباد من عناء ذلك الصخب ويعيد للحياة الهدوء والسكينة والمتعة والمرح التي افتقدناها منذ أن غادرنا فترة الصبا والشباب.

ويقيض الله الشاب الهمام صاحب الكاريزما والقبول، الذي لا يغمض له جفنا خدمة لوطنه وشعبه، شاب حاز من الشرف والمكانة والهيبة والحب ما لم يحظ به الكثير، فأصبح أيقونة للطموح وأملا للمستقبل يشار إليه عند كل حديث عن الإلهام والإبداع، أحدث حفظه الله ثورة قل نظيرها في هذا الزمان ثورة حقيقية ألمعية رائعة انتشلت الشعب والأمة من حظيظ التخلف والظلامية إلى أنوار العلم والمعرفة والإبداع، انتشل الشعب الشاب من حياة الإحباط واليأس إلى ميادين العز والشرف ميادين العمل والبحث والتصنيع، ميادين العلم والمعرفة، فتح الباب أمامهم واسعا فتفتقت قرائحهم المكتومة فأنبتت إبداعا وحضارة ورقيا.

أحيا في النفوس الأمل وأعاد للحياة بريقها ورونقها بعد أن تجمدت على رفوف التحريم والتفسيق الوصولي مما لم ينزل به كتاب ولم يبلغه رسول، خف الصخب الذي عانينا منه سنوات عجاف، لا اعادها الله وأصبحنا نعيش حياتنا بكل هدوء وسكينة، وهي تسير في حركتها الطبيعية.
إنه الأمير الطموح الشاب صاحب الرؤية الرشيدة وملهم الشباب، صاحب الوجه الصبوح والابتسامة الدافئة، الحادب على شعبه وبلده، الساهر على راحتهم متحملا في سبيل ذلك الكثير من الجهد والسهر. ولن يغمض له جفن حتى تتحقق رؤيته ولن يقف في طريقها بحول الله وقوته أي عائق مع هذا الشعب الذي يصبح ويمسي على عبقها وشذاها. إنه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. حفظه الله ورعاه. هذه النعمة المهداة من الله إلى هذا الشعب الطيب الكريم المخلص.. فاللهم احفظ أميرنا بحفظك وأكلأه برعايتك وحقق رجاءة ونور طريقة وكن له عونا ومعينا ومرشد ودليلا.

وفي الختام نقول: كفى صخبا فلا الوقت وقته ولا الزمان زمانه، الوقت وقت فرح وبهجة واستمتاع، وتحليق في سماء العمل والعلم والمعرفة، وهذا لن ينقص شيئا من إيماننا ولن يحجزنا عن أداء صلاتنا، والحياة يا محبي العبوس والتجهم ساعة وساعة كما قال ذلك صاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة والسلام.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *