من يراقب سلوكياتنا عن قرب ويدرس هذه السلوكيات وفق دراسة علمية دقيقة ( بحث علمي ) في حدود زمنية بسيطة تمثل ( 24 ساعة ) يمكن تعميمها لاحقاً يدرك أننا أمة تتسم بالعشوائية في كل شؤون الحياة، مع تفاوت بسيط في النتائج التي قد يحصل عليها الباحث عند تغيير الحدود المكانية.
العشوائية لمن لا يعرفها هي الفوضى في كل مناحي الحياة أياً كانت مستوياتها، فما يحدث على المستوى الفردي ينسحب تلقائياً على مستوى الأسرة ثم المجتمع بأسره، حتى أضحت الحياة عبارة عن روتين يومي مكرر يقوم على الاستهلاكية ويفتقد للانتاجية..
عكس الفوضى والعشوائية هو الالتزام بالنظام، والترتيب في المهام، واحترام الوقت، وتقدير الآخرين، وتقديس العمل، والمبادرة بالإنتاجية، وهذه المعايير هي معظم أركان التربية الحياتية التي سعت لها كل شعوب الأرض قاطبةً وأخذت بها واقعاً عملياً وفق شريعتهم الأرضية النابعة من الاجتهادات البشرية على الرغم من أحقيتنا بالأسبقية لتلك القيم لوجود المنهج السماوي الرباني.
العشوائي هو من يتسم بالعناد والعدوانية فيخترق النظام، ولا يعبأ بمشاعر الآخرين، ولا يكترث بالوقت والزمان، ولا يهمه نقد الناقدين، ولا يلتزم بالحضور للعمل بانتظام، عديم النظافة والترتيب، قليل الحركة في المفيد، يكثر منه الأذى للقريب والبعيد، فهو لا يحفظ العهد ولا يفي بالوعد.
ومن أمثلة العشوائية، السهر طوال الليل في المقاهي أو الملاهي، وإضاعة الصلوات، وعدم الانتظام في الواجبات، والتسكع في الشوارع والطرقات، فلا أحرز دنياه ولا أقام دينه فضاعت منه دنياه وآخرته.
ما أود قوله؛ أن لدينا خلل اجتماعي تربوي، فالتعليم وحده لا يستطيع توجيه الناشئة نحو الجوانب التربوية المضيئة لانعدام التطبيق في المدارس من جهة، وضعف المحتوى التربوي في المقررات الدراسية من جهة أخرى، ناهيك عن قصور الجهات التي تُعنى بالتربية كالمسجد والاعلام والأسرة عن دورها التربوي في التوجيه للناشئة بالشكل المأمول.
خاتمة: من السلوكيات التربوية التي أشاد بها كل البشر مشاهدة الجمهور الياباني وهم ينظفون أماكن الجلوس نهاية مباراة الفريق الياباني في كأس العالم، مثل تلك السلوكيات التربوية ليست للدعاية والاعلام، بل هي نتاج عمل مؤسسي تربوي مسؤول عنه وزارة التربية والتعليم في تلك الدولة، ولسنا بحاجة لاقتفاء أثر الآخرين فلدينا من القيم والأخلاق ما يكفي عندما نعود للمنهج الرباني والتعليمات الإسلامية لتطبيقها على أرض الواقع. فهل نفعل …. نأمل ذلك؟.
التعليقات