الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

المنهج الخفي في مدارسنا – بقلم الكاتب أ. محمد صالح الشهري

المنهج الخفي في مدارسنا – بقلم الكاتب أ. محمد صالح الشهري

 

قد يدور في ذهن القارئ مخاوف بعد قراءة عنوان هذا المقال لكن في الحقيقة هناك مخاوف حقيقة في تحديد المنهج الخفي والتحكم فيه، إذ كيف يتم لهم ضبط شيء لا يرى ولا يتوقع ولا تعرف طبيعته، ولا يمكن السيطرة عليه بالأنظمة والقوانين أو الكتب والتعليمات لكن قبل ذلك ما هو المنهج الخفي؟ هو ما يكتسبه ويمارسه المتعلم من المعارف والاتجاهات والقيم والمهارات خارج المنهج الرسمي طواعية ودون اشراف المعلم من خلال التعلم بالقدوة والملاحظة من أقرانه ومعلميه ومجتمعه المحلي.

ويظهر المنهج الخفي من خلال تعامل المعلمين مع الطلبة، وتعامل المعلمين مع بعضهم البعض، وخلال أحاديث المعلمين العلمية والفكرية، حتى طريقة جلوسهم في الفصل، وطريقة مزاولتهم للأنشطة. أي أنه يظهر في أي شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي داخل المدرسة.

للمنهج الخفي إيجابيات وسلبيات، بناء على نوعية المعارف والسلوكيات التي يكتسبها الطالب من المدرسة من دون تخطيط وتوجيه مسبق من المسؤولين. ومن أبرز السلبيات: تزييف وعي الطالب وإبراز الصراع بين ما يتضمنه المنهج الرسمي وما يتعلمه الطالب في الحياة اليومية، قتل الإبداع، تعليم الطلبة الاتكالية، النزعة المظهرية.

وذلك عندما نرى معلم يحذر الطلبة من الكذب ويذكر لهم أحاديث بعقاب الكذب ومساوئ هذا الفعل ثم بعدها يفعل المعلم عكس ذلك ومن السلوكيات الإيجابية التي قد لا تكون ضمن المنهج الرسمي أحيانا مثل: احترام الأنظمة والقوانين والتعليمات، والمحافظة على الأملاك العامة وبناء العلاقات مع الاخرين والترتيب.

لذلك المنهج الخفي يؤثر تأثير كبير في العملية التربوية وعلى المنهج الرسمي سواء تأثير إيجابي أو سلبي ويجب الاهتمام فيه وضرورة تطبيقه على الصفوف الأولية تطبيق إيجابي يتم فيه تعزيز القيم والتعاليم الدينية وبث روح التعاون وتعزيز الذات وبناء الشخصية.

 

ضيف صحيفة – النماص اليوم – أ. محمد صالح الشهري..  طالب دراسات عليا – قسم المناهج وطرق التدريس – جامعة الملك عبدالعزيز – جده

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *