الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

رسائل من القلب – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

رسائل من القلب – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

الرسالة الأولى : الى الدكتور أحمد الغامدي بعد التحية وبعد ..

من بداية دراستنا الابتدائية ونحن نعلم أن عورة الرجل من ( السرة الى الركبة ) وأتساءل إذا كان الفخذ ليست بعورة فأين تنتهي عورة الرجل يا دكتور أحمد؟!! واستشهادكم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما ركب على راحلته انكشفت فخذه فهذه حالة خاصة لظرف خاص لا تستخدم كقياس؛ لأنه من البديهي عند ركوب البعير تنكشف الفخذ إذا كنت لا ترتدي سروال طويل، والإجماع يؤكد أن الفخذ من العورة، ومثل هذه الفتوى يا دكتور أحمد تجعل البعض يشك في مصداقية شيوخنا وعلمائنا الأجلاء الفضلاء، وأتمنى عليكم أن تراعوا خطورة مثل هذه الفتاوى على المجتمع وخصوصا الشباب، وليست بالضرورة التغريد بها، وأذكركم بمقولة تقول : ( أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار ).

الرسالة الثانية : الى المعلم والمعلمة بعد التحية وبعد..

إن مهنة المعلم والمعلمة من أقدس المهن وأعظمها قدرا؛ لأنها البوابة الرئيسية لعبور الأجيال في كل مراحل التعليم الى المستقبل المحصن ضد التيارات المختلفة. إن سلوك  المعلم  والمعلمة واستقامة أخلاقهم وانضباطهم وثقافتهم تنعكس سلبا أو إيجابا على الطالب أو الطالبة، فالمقررات المدرسية تلقين وزيادة معرفة أما ما يؤثر في الشخصية والسلوك والقيم والفضيلة فهي شخصية المعلم والمعلمة، وأذكر أنني كنت أتقمص شخصية المدرس وحركاته وحتى في صلاته وركوعه وسجوده وفي طريقة حديثه، ولثقافة المعلم والمعلمة أثر مباشر على الطلاب والطالبات، وأستشهد بحفيدتي في السنة الأولى الابتدائية، فقد كنا في حديقة المنزل وهي الى جانبي وقد بدأ المطر يتساقط علينا فقالت : ( مطرنا بفضل الله ورحمته )، فكانت فرحتي كبيرة مصحوبة بالدهشة فقلت لها من علمك هذا الكلام قالت : الأبلة، وهذا الموقف يؤكد عظمة المعلم والمعلمة وأثرهما في ثقافة وسلوك الأجيال القادمة وصدق شوقي في قوله :

قـم للمعلم وفه التبجيـــــــــــــلا     كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمت أشرف أو جل من الذي     يبني وينشئ أنفسا وعقـولا

الرسالة الثالثة : الى أئمة المساجد بعد التحية والتقدير وبعد..

يقول أحد المستشرقين : لو أحسن خطباء الجمع والأعياد في معالجة قضايا الأمة والمجتمع لكانت الأمة الإسلامية أمة مثالية. هذه حقيقة مهما كان مصدرها فخطبة الجمعة تتكرر في الشهر أربع خطب تعالج أحداث الأسبوع بكل ما يحدث في هذا الأسبوع من قضايا تهم الفرد والمجتمع، والحث على القيم والفضيلة واحترام الأوامر والتعليمات من الجهات المعنية، وضبط إيقاع المجتمع ونشر المحبة والتعاون والإخلاص في العمل، والتجرد من الأنانية وحب الذات وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والتحذير من  الفساد وخطورة ضرره على الدولة والمجتمع، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حدث أمر مخالف أمر بلال أن يؤذن في الناس ثم يخطب فيهم عليه الصلاة والسلام لمعالجة الموقف وتصحيح المفاهيم الخاطئة للأمة والفرد والمجتمع لتكون هذه الأمة كما قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )، فيا أيها الخطباء الأجلاء تخيروا خطبكم والتي تحاكي أحوال الناس ومصلحة الامة والمجتمع بلغة يفهمها الجميع دون إطالة مملة أو تقصير مخل، والله المستعان.

                                           

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *