التاريخ الهجري يعني ميلاد الأمة الإسلامية، و في طياته محطات إيمانية وتوقيتات ربانية يرتبط بها كل مؤمن ومؤمنة، وهي جزء من ديننا وعقيدتنا وقد وردت نصا في القرآن والسنة قال تعالى: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )، وقال تعالى: ( والفجر وليال عشر.. )، ليال عشر أقسم بها الله سبحانه وتعالى وهى العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وقال تعالى : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم )، ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم سرد، وواحد فرد وهو شهر رجب..
وهذه الأشهر الحرم حرم الله فيها القتال لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى، وكما قال جل في علاه : ( ذلك ومن يعظم شعائرالله فإنها من تقوى القلوب )، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة يوم عاشوراء وهواليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون، وكان اليهود يصومونه فقال الرسول صلى الله وسلم : ( فأنا أحق بموسى منكم، ثم قال: فإذا العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ) فصامه وأمر بصيامه، ولا يمكن ضبطه بالتاريخ الميلادي..
والعام الهجري حافل بالأحداث التاريخية من أهمها غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام التي شارك فيها غزوة بدر – غزوة أحد – غزوة الخندق – غزوة بني قريظة – غزوة بني المصطلق – غزوة الطائف – غزوة حنين، ومن أهم مراحل التحول في التاريخ الإسلامي الهجرة النبوية، والتي انطلقت في مستهل شهر المحرم من العام الأول من الهجرة النبوية الشريفة، والذي قادني لهذا الحديث ارتباط الدولة بالتاريخ الميلادي وهو ميلاد النبي عيسى عليه السلام، ويعتبر التاريخ الأكثر دقة في التوقيت الذي تعتمده دول العالم في معاملاتها المالية والإدارية، ونحن جزء من هذا العالم ومصالحنا مرتبطة بالتاريخ الميلادي.
وقيادتنا الرشيدة تبني قراراتها وفقها الله لخدمة المصلحة العامة، والتي تخدم الفرد والمجتمع كما هو حال العطلة الأسبوعية باعتماد يومي الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعة؛ لكيلا تتعطل حقوق المواطن المالية والإدارية، والتواصل مع العالم في يسر وسهولة، وقد سبق ذلك التوقيت الزوالي والغروبي ليتوافق مع التوقيت العالمي لأننا جزء من هذا العالم، وهذا تدرج مدروس بعناية لتقبل هذه التحولات التاريخية والحضارية، ونحن الآن ندخل مرحلة التحول المباركة 2030 بهمة وعزيمة وطموح، وأتمنى على المؤسسات الحكومية والأهلية، وأؤكد على الجهات الإعلامية ربط التاريخ الميلادي بالهجري في كل معاملاتها للمحافظة على الهوية الإسلامية التي اختطتها المملكة العربية السعودية أعزها الله عبر تاريخها المجيد ( التاريخ الهجري الموافق للتاريخ الميلادي أو العكس ) لتبقى الأجيال القادمة مرتبطة بإرثها التاريخي والحضاري.
هذه العجالة مجرد وجهة نظر، والحمد لله رب العالمين.
صالح حمدان
التعليقات