كان هناك تاجر غني يسعى في تجارته بين كثير من البلدان وكان أيضا من محبي العلم، وبينما هو في طريقة الى أحدى المدن عانى من بعض وعثاء السفر من تعب وغيره فقرر ان يستريح برهة بالقرب من تلك الواحة الغناء وبينما هو يستريح في ذلك المكان لاحظ بالقرب منة طائراً جميلا جدا، فاقترب منة الرجل، واقترب أكثر، وتفاجأ بأن الطائر لا يتحرك عندما اقترب منه كثيرا. ولكن تبين له بعد طول تأمل أن الطائر أعمى ولا يبصر، فأخذ يفكر التاجر ويتساءل عن هذا الطائر، كيف يأكل؟ وكيف يعيش وهو لا يبصر، إلا أن تفكيره لم يدم طويلاً، إذا لاحظ بعد فترة وجيزة أن جاء طائر آخر وأخذ يطعم ذلك الأعمى ويسقيه.
تعجب التاجر من هذا الفعل، وأثر المشهد في نفسة جدا. وقال : اذا كان الله قد تكفل بإطعام هذا الطائر الاعمى، فلما العناء و السفر؟ .. وعندها قرر ان يعود أدراجه الى مدينته ولا يخرج للتجارة ثانية. وعندما وصل الى مدينته قام بزيارة شيخة ليخبره بالقصة، وعندما اخبره وقال له انه لن يخرج للتجارة ثانية، أجابه الشيخ الحكيم!! .. “يا بني هلّا كنت الطائر المبصر” قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ” إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها” “السلسلة الصحيحة للألباني”
من هذا التوجيه النبوي نستنتج ضرورة استمرار الإنسان في السعي والعمل وعدم التوقف، فالتوقف والاستكانة عن إتمام الأمر كثيراً ما تكون نتائجه سلبية، ولربما أدى ذلك التوقف إلى ضياع فرصة كبيرة كانت في متناول اليد لتغيير الأحوال إلى آفاق أبعد وأرحب ما كان ليتصورها لو توقف عن العمل. وفي السياق نتذكر قصة ذلك الشخص الذي كان يبحث عن الذهب في إحدى الولايات الأمريكية واستمر على هذا الحال فترة طويلة حتى حل به الإرهاق وفقد الأمل، فقام بيع الموقع بجميع معداته لرجل آخر، والذي بدأ بدوره التنقيب حيثما توقف الأول، وما هي إلا مسافة ثلاثة أقدام عن الثروة التي فرط بها صاحبه، وإذا بقطع الذهب تلمع تحت معاول الحفر.
ومن هذا يجب أن نعرف أن النجاح لا يخلو من ظهور بعض الصعوبات والمعوقات في رحلة البحث عن النجاح، فالاستسلام لتلك المعوقات بعد بذل الكثير من الجهد والعمل والوقت لربما أدى إلى ضياع فرصة عظيمة ربما كانت قريبة المنال، ولتولد عن ذلك إلى إنشاء بحث جديد عن فرصة أخرى، ولأصبحنا ندور في حلقة مفرغة لا نعلم متى يتحقق لنا فيها النجاح. لكن إن استمرينا بالعمل وبذل الجهد وعدم فقدان الأمل لا سيما عند وجود مؤشرات على بلوغ الهدف.
بالصبر وعدم الاستسلام عند أدنى عارض نستطيع تحقيق أحلامنا ونصل إلى ما نصبوا إليه، وتتحقق فينا مقوله العالم لتليمذه ” هلا كنت الطائر المبصر” لأنك بتحقيق النجاح تمتلك القدرة على العطاء بدلاً عن البقاء في دائرة الحاجة والبحث عن عطاء الآخرين.
شيء من الحكمة ( الكثير ممن فشلوا لم يدركوا مدى قربهم من النجاح عندما استسلموا ) “توماس أديسون”.
التعليقات