الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

«بايدن» والرياض.. مَنْ يضبط علاقات مَنْ؟ – بقلم الدكتور فايز بن عبدالله الشهري

«بايدن» والرياض.. مَنْ يضبط علاقات مَنْ؟ – بقلم الدكتور  فايز بن عبدالله الشهري

 

على خطى أسلافه الرؤساء الأميركيين، سيزور الرئيس الأميركي “جو بايدن” الرياض منتصف يوليو (2022) بعد تلقيه دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. وبحسب ما نُشر سيلتقي “بايدن” القيادة السعودية، وسيشارك أيضا في قمّة دول مجلس التعاون بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن.

ويمثّل حضور بايدن للرياض الزيارة الثالثة عشرة تقريبا للرؤساء الأميركيين للمملكة منذ زيارة الرئيس الجمهوري “ريتشارد نيكسون” في يونيو 1974 بهدف تهدئة الغضب السعودي من الدعم الغربي لإسرائيل خلال حرب 1973، وبحث آثار قرار قطع النفط عن الأسواق العالميّة، وبعد أربع سنوات (يناير 1978) كانت زيارة الرئيس الديمقراطي “جيمي كارتر” ولقاؤه الملك خالد وولي عهده الأمير فهد لترويج النسخة الأميركيّة للسلام في الشرق الأوسط، وقتها أعلن وزير الخارجيّة الأمير سعود الفيصل موقف السعوديّة المتمثل في أنّ السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط يجب أن يفي بشرطين: انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير وعودة اللاجئين.

ثم كانت زيارة الرئيس الجمهوري “جورج بوش الأب” عام 1990 ضمن جهود تنسيق طرد جيش صدام حسين من الكويت، وقد أتبعها بزيارتين قصيرتين في عامي 1991 – 1992. وفي العام 1994 جاء الرئيس الديمقراطي “بيل كلينتون” والتقى الملك فهد في مدينة “حفر الباطن” وقالت صحف أميركية حينها إنّ “كلينتون” جاء حينها ليسوّق شركة AT&T للاتصالات. وحين أُعيد انتخاب الرئيس “بوش الابن” لفترة رئاسيّة ثانية زار الرياض مرتين (يناير ومايو 2008) في آواخر عهده مستثمرا إرث والده.

أما الرئيس الديمقراطي “باراك أوباما” فيظلّ حتى الآن صاحب أكبر عدد زيارات للمملكة إذ زارها أربع مرات (في الأعوام 2009 / 2014/ 2015/ 2016). كانت غالب زيارات أوباما مشحونة بالملفات في مرحلة تاريخيّة حاسمة، وضع فيها القادة السعوديّون نقاطهم الحاسمة على حروف الفوضى الخلاقة. أمّا الرئيس الجمهوري “دونالد ترمب” فقد قام (في مايو 2017 بعد حوالي أربعة أشهر من تنصيبه) بأول زيارة خارجيّة له وكانت صوب الرياض، شهد خلالها قمما خليجيّة وعربيّة وإسلاميّة كبرى.

ويأتي اليوم الرئيس “بايدن” باحثا عن #الحل_في الرياض بمستوى شعبيّته المنخفض (71 ٪ من الأميركيين يرون أن بلادهم “تسير على المسار الخطأ”) مُثقلا بملف تفاعلات الحرب في أوكرانيا وطموحات الصين وروسيا، وضغط التضخّم، وأسعار الطّاقة المرتفعة في بلاده والعالم، هو قادم إلى المنطقة يحدوه أمل تعزيز التحالف مع دول يتمنّى ألاّ تكون قد قطعت شوطا بعيدا في “تحديث” وإعادة “ضبط” تحالفاتها وفق مصالحها الاستراتيجيّة، وظروفها التي ميّزت أصدقاء الشدّة عن رفاق الرخاء.

  • قال ومضى:

من يقرأ التاريخ جيداً فسيرى أين موضعه بين صفحاته..

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *