الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

لا تبحلقوا بالقرود .. طيب وبعدين ؟! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري

لا تبحلقوا بالقرود .. طيب وبعدين ؟! – بقلم الكاتب أ. بندر علي الشهري

 

# سارع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لنفي علاقة قرود البابون بمرض جدري القرود والذي تفشى مؤخرا في عدد من الدول وكأن المركز بذلك ينفي عن نفسه أي تهمة قصور قد تُلحق به خاصة مع التزايد المضطرد لقرود البابون في عدد من المناطق والذي كان المركز وتجاوبا مع الكثير من البلاغات والنداءات والمقاطع قد أطلق مطلع العام الميلادي الحالي برنامجا “لتقييم أضرارها وأسباب تزايدها” , وهو البرنامج الذي تفاءل به كثيرا أهالي المناطق المتضررة رغبة في إغلاق ذلك الملف المزعج بالنسبة لهم والذي تفاقم في الآونة الأخيرة بشكل كبير مخلفا أضرارا بيئية وصحية واجتماعية واقتصادية بل وصلت للاعتداءات الجسدية وترويع الأطفال والأهالي هذا بخلاف إتلاف المحاصيل الزراعية وكل ذلك باعتراف المركز نفسه .

# نفي المركز لعلاقة جدري القرود بقرود البابون رغم أنه علميا صحيح إلا أنه أتى من قبيل “كاد المريب أن يقول خذوني” حيث جاء ليذكر المطالبين بايجاد الحلول العاجلة لمشاكل تزايد قرود البابون ومعرفة أخر ماتوصلت له جولات المسح الميداني التي أُعلن عنها حيث لم يظهر بعد ذلك إلا أحاديث إعلامية نهاية شهر ابريل الماضي أي بعد 4 أشهر من بدء الحملة وقد كانت بالنسبة لهم مخيبة للآمال ولعل أبرزها ماجاء على لسان رئيسة الفريق العلمي للبرنامج الدكتورة باولا بيسورث والتي حذرت الأهالي من عدم إطعام القرود وهذا بديهي ومستهلك والكل يعرفه , لكن الجديد والطريف حين نصحتهم بعدم النظر لهذه القرود أو التحديق بها لأن ذلك قد يؤدي لقيامها بالاعتداء عليهم !!!

# بعد ذلك لم نقرأ أو نسمع شيئا عن نتائج المركز المنتظرة ولا حلوله المقترحة ولم نلحظ أي انخفاضا في أعداد تلك القرود قبل أن يأتي النفي الحالي متزامنا مع ظهور المرض الجديد ليجعل الجميع الآن يستحث المركز والجهات ذات العلاقة وأكثر من أي وقت مضى في إعلان الحلول التي وعدوا بها والاستعجال بتنفيذها فالأمر بالنسبة لهم مع هذه القرود زاد عن حده ولم يعد يُحتمل ولا يتوقف عند علاقتها بالمرض من عدمه , وحبذا ألا تكون النتائج من قبيل ” لا تبحلقوا فيها ” !

بندر الشهري

Bandr88@gmail.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *