الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

المسلسلات الرمضانية بلا مضمون ( تهريج ) – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

المسلسلات الرمضانية بلا مضمون ( تهريج ) – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

كل رمضان تسبقه جهود ونشاطات للكتاب والمخرجين والممثلين لتقديم مسلسلات تعبرعن الفرح بشهر الصوم المبارك وتحمل أفكارا تنويرية للشباب وللمجتمع، وتصحح بعض المفاهيم، وتؤكد على احترام القيم والفضيلة بأسلوب يرتقي بوعي المجتمع والمحافظة على موروثه الثقافي، وهذا هو المطلوب والمنشود والمأمول.

لكن كل هذه المسلسلات الرمضانية التي تظهر على الشاشة مفرّغة من كل هذه المفاهيم، وأخشى ما أخشاه أن ينطبق على هذه المسلسلات المقولة ( فاقد الشيء لا يعطيه )، فهناك محاذير من تعاطي الدخان والشيشة بين صفوف الشباب على مستوى العالم لضررها الصحي، وبكل أسف هناك بعض هذه المسلسلات تقدم دعوة مجانية للشباب لشرب الشيشة والدخان بكل وضوح على الشاشة، وهي في الحقيقة دعاية للباعة لهاتين المادتين والتي يمنع بيعها قرب المدارس والجامعات والتجمعات في أغلب دول العالم لضررها على الإنسان.

وتقوم بالأدوار في هذه المسلسلات شخصيات بمظاهر ( كاريكاتورية ) تسقط الاحترام للمظهر واللياقة، وتتحدث بلغة غير منضبطة، وتؤدي مشاهد تسقط احترام الأب والأم، ومشاهد تتنافى مع رمضان ومشاعر المشاهدين، إنه استخفاف بشريحة كبيرة من المجتمع.

 وأغلب الممثلين بكل أسف يتحدثون بلغة ركيكة وحركات تبعث على الصدمة، ويقدمون صورا عن المجتمع السعودي خالية من الوقار وإنما للضحك لمجرد الضحك، ويضعون المرأة في مواقف تدفعها للتحرك بحرية ورفع الصوت والضحك بلا سبب أحيانا وأصواتهن يتجاوز المكان، كما أننا نعيش حياة تتنافى مع بعض المظاهر والأدوات والأساليب البدائية والتي لها ظروفها الزمانية والمكانية.

 إنني لا أقلل من الجهد المبذول في هذه المسلسلات، ولكن لابد من المصارحة بالنقد الذي يخدم النص، وليس انتقادا على الاطلاق.

وأهيب بالكتّاب والمخرجين الحد من هذه المظاهر في شهر رمضان المبارك، أمّا الممثلين فهم بكل أسف مؤدين فقط ولا يتحرجون من هذه الأدوار، ربما رغبة في الظهور على حساب الجا نب المجتمعي وأعرافه وموروثه بكل بساطته ونقائه وطهره، والله المستعان.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *